على الرغم من تعدد الأسماء الأسطورية التي لعبت في مركز المهاجم رقم 9 في كرة القدم على مر تاريخها, يعتبر الكثيرون من عشاق ومتابعي الرياضة الشعبية الأولى في العالم أن الظاهرة رونالدو هو أفضل لاعب شغل مركز رأس الحربة في كرة القدم على مر العصور نظرا لامكانياته الفذة وموهبته الطاغية التي لم يتمكن أي من أقرانه في الوصول لها. وعلى الرغم من مسيرته العظيمة مع كرة القدم, لا خلاف في أن تلك المسيرة كانت ستكون أفضل بكثير لولا الحظ السيء وكثرة الإصابات التي أثرت سلبا على مسيرة هذا المهاجم الفذ.
بدايات الظاهرة رونالدو
في شهر سبتمبر من عام 1976 ولد الطفل الظاهرة رونالدو نازاريو دا ليما في في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية ونشأ في عائلة برازيلية كانت تعيش في ظروف معيشية صعبة يسودها الفقر وقلة الخدمات. رونالدو لم يكن يحب الذهاب إلى المدرسة وكان يقوم دائما بالهروب منها والتوجه الى الشارع للعب كرة القدم, وفي سن الحادية عشر من عمره أصبح رونالدو طفلا مشهورا في أحياء ريو دي جانيرو الفقيرة عندما كان يشارك في مباريات كرة القدم الشعبية القائمة على جمع المراهنات بشكل غير قانوني.
في أحد المباريات التي كان يلعبها رونالدو في الشارع وقعت أنظار أحد مدربي كرة قدم الصالات على هذا الطفل البارع واقترح عليه أن يتوقف عن ممارسة كرة القدم في الشارع وأن يتجه للعب كرة الصالات و وعده بتقديم جميع المساعدات اللازمة. وانضم رونالدو بالفعل لفريق سوشيا دي راموس البرازيلي لكرة الصالات في عام 1988 وبدأ يتعلم أساسيات كرة القدم الاحترافية بشكل صحيح هناك.
“كرة الصالات كانت الفرصة المناسبة لي لكي أتعلم بعض الأساسيات التي لم أتعلمها في الشارع. كيفية اللعب في مساحات ضيقة والالتحام الجسدي كلها أمور تعلمتها في تلك المرحلة المهمة من حياتي..” هذه الكلمات صرح بها رونالدو الظاهرة بعد اعتزاله لعب كرة القدم عن تجربة لعب كرة الصالات التي خاضها لمدة سنة واحدة مع فريق سوشيا ي راموس البرازيلي تمكن خلالها من تسجيل 166 هدف, لتتحول أنظار الجميع لهذا البرعم الصاعد بقوة في عالم الكرة البرازيلية.
الظاهرة رونالدو وبداية الغيث
خلال فترة ممارسته لكرة الصالات وقعت أنظار الأسطورة البرازيلية جيرزينهو, وهو أحد أبطال الجيل التاريخي لمنتخب البرازيلي في الستينات, على رونالدو وبدأ يروج له بشكل كبير وينصحه بشدة بالانضمام لأحد الأندية البرازيلية لكرة القدم. وبالفعل, تواصل جيرزينهو مع إدارة نادي كروزيرو البرازيلي واتفق معهم على التوقيع مع رونالدو بعد أن راهن عليه قائلا: “هذا الطفل سيكون بيليه القادم..”
موهبة رونالدو وامكانياته العالية جعلت المدربين في نادي كروزيرو يصعدونه بشكل مباشر للعب في الفريق الأول منذ كان في سن السادسة عشر في عام 1993. انطلاقة رونالدو مع نادي كروزيرو فاقت كل التوقعات حيث تمكن خلال أول موسمين له مع الفريق من تسجيل 44 هدفا في 47 مباراة خاضها, وهو رقم استثنائي قاد من خلاله فريق كروزيرو للتتويج بلقب كأس البرازيل للمرة الأولى في تاريخه.
صحف البرازيل خاصة والعالم أجمع بدأت تتوجه بشكل كبير للحديث عن هذه الموهبة الخارقة القادمة بقوة, مما أجبر الطاقم التدريبي للمنتخب البرازيلي على أن يستدعي هذا اللاعب للانضمام للمنتخب المشارك في نهائيات كأس العالم 1994 على الرغم من أن سنه وقتها لم يكن يتجاوز الستة عشر عاما!
رونالدو لم يكن يشارك بصفة أساسية مع المنتخب في ذلك الوقت نظرا لعامل السن, إلا أن نجوم المنتخب وقتها وعلى رأسهم روماريو وكافو أجزموا أن هذا الشاب سيكون واحدا من أعظم لاعبي الكرة البرازيلية على مرة العصور. بعد تتويج منتخب البرازيل بلقب كأس العالم 1994 وجه الأسطورة روماريو نصيحة لرونالدو مفادها: “يجب أن تلعب في أوروبا, لا داعي للانتظار كثيرا..”
الظاهرة رونالدو و بداية الاحتراف
استجابة لنصيحة روماريو بالتوجه إلى هولندا ومباشرة مسيرته الاحترافية في أوروبا من هناك, انتقل الظاهرة رونالدو إلى نادي بي اس في ايندهوفن الهولندي. وعلى الرغم من أن التوقعات بنجاح رونالدو في تجربته الأولى في هولندا, قدم النجم البرازيلي موسما أولا فاق جميع التوقعات حيث خاض 36 مباراة سجل خلالها 35 هدفا ليقود فريقه الى التتويج بلقب الدوري الهولندي مع فوز بجائزة الهداف وأفضل لاعب في الدوري وهو في سن السابعة عشر من عمره.
وفي مباراته الأولى في دوري أبطال أوروبا تمكن رونالدو من تسجيل ثلاثية في مرمى فريق بايرن ليفركوزن الألماني, ليخرج نجم ليفركوزن روبي فولر بتصريحه الشهير: “لقد واجهت العديد من اللاعبين الكبار في مسيرتي, لكنني لم أشاهد شيء كهذا من قبل. لا يمكنك قطع الكرة منه فهو يراوغك بسهولة شديدة ويسجل بسهولة أكبر..”.
الموسم الثاني للظاهرة رونالدو مع ايندهوفن لم يكن أقل فنيا من الأول حيث خاض 21 مباراة نجح خلالها في تسجيل 19 هدفا, لكنه تعرض لأولى اصاباته الشهيرة في تلك الموسم وهي كسر على مستوى الساق تسببت في غيابه عن الملاعب في النصف الثاني من الموسم.
النجاح الساحق الذي حققه الظاهرة رونالدو في موسمه الأول مع بي اس في ايندهوفن جعل كبار الأندية الأوروبية تتهافت بهدف الحصول على خدماته وفي مقدمتها انتر ميلان الايطالي وبرشلونة الاسباني.
الظاهرة رونالدو وسنوات المجد
الصراع بين انتر ميلان وبرشلونة على ضم الظاهرة رونالدو كان عبارة عن لعبة مزاد بين الفريقين استفاد منها فريق ايندهوفن الهولندي وتمكن من بيع رونالدو في نهاية المطاف لنادي برشلونة مقابل 20 مليون دولار كأغلى صفقة في تاريخ كرة القدم آنذاك, في لحظة اعتقدت ادارة برشلونة وعشاق الفريق أن العصر الذهبي قد بدأ مع الحصول على جوهرة العصر الأولى.
موسم رونالدو في صفوف برشلونة كان ناجحا على كل المقاييس فتمكن الظاهرة من تسجيل 47 هدفا خلال 49 مباراة خاضها مع الفريق الكتلوني وقادهم للتتويج بكأس الاتحاد الأوروبي وكأس إسبانيا بالإضافة الى بطولة كأس السوبر الاسباني, كما تمكن رونالدو في ذات الموسم من التتويج بجائزة هداف الدوري الإسباني و جائزة أفضل لاعب في العالم حسب الفيفا ليتفائل البيت الكتلوني خيرا مما دفع ادارة النادي الى تقديم عرض لتجديد عقد رونالدو اعتقدت أنه سيكون مرضيا للاعب البرازيلي, إلا أن ذلك العرض وضع نقطة النهاية بين الطرفين.
عرض برشلونة لرونالدو كان يقتضي تجديد النجم البرازيلي مع النادي الاسباني لمدة 10 سنوات كاملة, وهو ما أثار استياء الظاهرة رونالدو و وكيل أعماله الذين اعتبروا أن ادارة برشلونة ترغب في استغلال عدم نضج اللاعب بشكل كافي وتوقيع عقد احتكار معه مما دفع رونالدو يرفض عرض برشلونة ومغادرة الفريق على الرغم من الموسم التاريخي الذي قدمه معهم.
بعد توتر العلاقة بين رونالدو وادارة النادي الكتلوني قرر انتر ميلان العودة الى الواجهة من جديد والتقدم بعرض قيمته 35 مليون يورو حسم من خلاله انتقال الظاهرة إلى الدوري الأفضل في العالم وقتها ليصبح اللاعب الأغلى في تاريخ كرة القدم للمرة الثانية في مسيرته, وهو انجاز لم يسبقه له سوى الأسطورة الأرجنتينية دييجو ارماندو مارادونا.
فترة الظاهرة رونالدو في انتر ميلان اتسمت بالتطور الشديد على مستوى القدرات التكتيكية للاعب حيث استفاد من التواجد في الدوري الأصعب في العالم وقام بتطوير أسلوب لعبه ليتماشى مع قوة المدافعين وصعوبة الكالتشيو الإيطالي. في موسمه الأول نجح رونالدو في تحقيق أرقام قياسية بالنسبة لأي مهاجم في الدوري الايطالي وأنهى الموسم بتسجيله 37 هدفا في 49 مباراة ليصبح هداف الدوري الأقوى في العالم ويتوج بجائزة الكرة الذهبية للمرة الأولى في مسيرته عام 1997 ليصبح أصغر لاعب يتوج بالجائزة على مدار تاريخها حتى يومنا هذا وكان يبلغ من العمر 21 سنة, كما تمكن في نفس السنة من الفوز بجائزة فيفا لأفضل لاعب في العالم للمرة الثانية في مسيرته.
ثاني مواسم الظاهرة رونالدو مع انتر ميلان اتسم بكثرة الإصابات التي لم تكن خطيرة ولكنها تسببت في غيابه عن فترات طويلة من الموسم بسبب كثرتها, وأنهى اللاعب موسمه مع النادي الإيطالي بتسجيل 15 هدفا في 29 مباراة قبل الاتجاه للمشاركة في كأس العالم 1998 في فرنسا, التي كانت تعتبر كأس العالم الأولى فعليا لرونالدو. اليافع الذي التحق بالمنتخب البرازيلي في مونديال 94 أصبح الان اللاعب الأفضل في العالم والرجل الذي يعلق الشعب البرازيلي جميع الآمال عليه لقيادة المنتخب لتحقيق اللقب مجددا في الأراضي الفرنسية هذه المرة.
الظاهرة رونالدو في كأس العالم 1998
تمكن رونالدو الظاهرة في كأس العالم 1998 من تقديم أداء مميز قاد من خلاله منتخب البرازيل إلى المباراة النهائية بعد أن سجل 4 أهداف وساهم في صناعة 3 أخرى خلال مشوار المنتخب في البطولة, ليترقب العالم أجمع ما سيقدمه الظاهرة رونالدو في المشهد الختامي أمام صاحب الأرض والجمهور منتخب فرنسا.
للأسف الشديد كانت الصدمة في منتهى الألم لجميع عشاق السيليساو بعد أن تلقى منتخب البرازيل هزيمة قاسية بثلاثة أهداف نظيفة في مباراة غاب فيها الظاهرة رونالدو عن المشهد بصورة شبه تامة ووقف جميع لاعبي البرازيل مكتوفي الأيدي أمام الأداء التاريخي الذي قدمه الديوك بقيادة الأسطورة زين الدين زيدان الذي بصم على ثنائية قاد بها منتخبه الى منصة التتويج بكل جدارة واستحقاق.
صدمة الهزيمة في نهائي كأس العالم 1998 كان وقعها كبيرا على جميع لاعبي منتخب البرازيل و الظاهرة رونالدو على وجه التحديد, فهو يدرك تماما أن الشعب البرازيلي لن ينصبه ملكا مهما بلغت انجازاته في أوروبا لأن المطلب الأكبر لهذا الشعب هو قيادة البلاد للقب المونديال في البطولة المفضلة لهم.
تقارير صحفية كثيرة أكدت أن الحالة النفسية لرونالدو الظاهرة تأثرت بشكل سلبي بعد الضغوط التي تعرض لها على أثر الهزيمة أمام فرنسا, إلا أن تلك الهزيمة لم تكن إلا مقدمة للمرحلة الأكثر كارثية في حياة الظاهرة رونالدو مع كرة القدم.
الظاهرة رونالدو و ركبة على وشك الانفجار
بعد انتهاء كأس العالم 1998 عاد الظاهرة رونالدو الى تدريبات فريقه انتر ميلان استعداد لبداية موسم 1998/1999 الذي كان الانتر فيه مرشحا فوق العادة لتحقيق لقب الدوري الإيطالي والذهاب بعيدا في دوري أبطال أوروبا بقيادة خط هجوم ناري قوامه كريستيان فييري وروبيرتو باجيو بجانب الظاهرة رونالدو, إلا أن ما حصل كان مغايرا تماما.
بعد أسابيع قليلة من بداية الدوري الإيطالي وجد انتر ميلان نفسه في مواجهة فريق ليتشي المغمور وقتها في مباراة سهلة على الورق, إلا أن الحدث الأبرز في هذه المباراة لم تكن النتيجة أو الأداء, بل كانت اصابة الظاهرة رونالدو بقطع في الرباط الصليبي تسبب في غيابه عن الملاعب لمدة 6 أشهر. إصابة رونالدو كانت مؤلمة لجميع عشاق المستديرة, لكنهم لم يتذكروها سوى لمدة 6 أشهر لتأتي لحظة أكثر صعوبة لاحقا بقيت هي العالقة في ذاكرة الجميع.
بعد 6 أشهر من الغياب عن الملاعب قضاها الظاهرة رونالدو في مستشفيات مدينة ميلانو في تلقي العلاج الطبيعي ليتمكن من العودة إلى الملاعب مرة أخرى, تلقى الطاقم الفني لفريق انتر ميلان الضوء الأخضر للزج به أخيرا في إحدى مباريات كأس إيطاليا أمام نادي لاتسيو بعد أن أكد الفريق الطبي للنادي أن اللاعب جاهز بنسبة 100% للعودة.
وبالفعل انطلقت مباراة انتر ميلان ولاتسيو وسط ترحيب كبير من جماهير الفريقين بعودة الظاهرة رونالدو إلى الملاعب, إلا أن تلك العودة لم تدم أكثر من 6 دقائق لتشهد كرة القدم واحدة من أشد اللحظات حزنا في تاريخها! رونالدو الظاهرة يسقط على الأرض مجددا لكنه يجهش بالبكاء ويصرخ بصوت عال سمعه جميع المشاهدين خلف الشاشات من شدة الألم! ولاعبو الفريقين حوله وفي أعينهم الكثير من الدموع والتعاطف مع هذا الرجل.
رونالدو تعرض في هذه المباراة لقطع آخر في الرباط الصليبي تسبب هذه المرة في غيابه عن الملاعب لمدة سنة ونصف. في واقع الأمر, توقع الأطباء أن هذه الاصابة هي بمثابة نهاية مبكرة لمسيرة الظاهرة رونالدو مدعيين أنه من غير الممكن أن يلعب كرة القدم مرة أخرى على ركبته هذه.
أحد الأطباء خرج في تصريح بعد المباراة قائلا: “لم يسبق لي أن شاهدت حالة مثل هذه في كرة القدم. ركبة رونالدو كانت على وشك الانفجار ولا أعتقد أنه من الممكن أن يلعب كرة القدم مرة أخرى, فلا يوجد ركبة في العالم قادرة على تحمل قطعين في الرباط الصليبي خلال تلك الفترة القصيرة..”
غياب الظاهرة رونالدو عن الملاعب تواصل لمدة سنة ونصف في ظل توقعات من العديد أن يعتزل رونالدو لعب كرة القدم بشكل نهائي خصوصا بعد سماع كلام الأطباء. إلا أن رونالدو عاد في نهاية موسم 2001/2002 ليشارك مع انتر ميلان في بضعة دقائق لم يقدم فيها شيئا وكان من الواضح أنه خائف من قطع آخر, لكن حكايات الأساطير لا تنتهي هنا!
لماذا الظاهرة رونالدو؟
في صيف العام 2002 كانت بطولة كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان تخطف أنظار جميع عشاق المستديرة في العالم, وتفاجئ الظاهرة رونالدو بدعوة مدرب منتخب البرازيل لويس فيليبي سكولاري له للانضمام للمنتخب في بطولة كأس العالم 2002 كنوع من الدعم والتقدير من الشعب البرازيلي لهذا اللاعب الذي لم يسعفه الحظ في مسيرته.
وبالفعل انضم رونالدو إلى قائمة منتخب البرازيل المشاركة في البطولة التي لم يكن منتخب السيليساو مرشحا للذهاب بعيدا فيها في ظل تراجع مستوى المنتخب في ذلك الوقت مقارنة بـ عمالقة القارة الأوروبية, إلا أن رونالدو قدم في تلك النسخة بطولة لن ينساها التاريخ دفع العالم لإطلاق لقب “الظاهرة” عليه بعدها.
الرجل الذي كانت مسيرته على وشك النهاية بعد اصابتين مروعتين في الركبة وصل الى المونديال بـ قصة شعره الشهيرة انذاك وقاد منتخب البرازيل من خلال مستوى استثنائي لبلوغ المباراة النهائية لمواجهة منتخب ألمانيا في مباراة قدم فيها الظاهرة رونالدو أفضل مستوياته ونجح في تسجيل ثنائية في مرمى أوليفر كان قاد بها منتخب البرازيل للتتويج بلقب كأس العالم 2002 في ظروف استثنائية.
بعد هذه المباراة أطلق العالم لقب الظاهرة على رونالدو لأن ما قدمه في تلك البطولة لم يتوقف عند كونه أداء أسطوري للاعب في احدى نسخ المونديال, بل كان أمرا من المستحيل تصديقه! لاعب غائب عن الملاعب لمدة سنتين بسبب قطع في الرباط الصليبي يعود دون سابق انذار يقود منتخبه المتهالك الى اللقب الأغلى! انه “الظاهرة رونالدو”.
الظاهرة رونالدو في فريق النجوم
بعد نهاية كأس العالم 2002 عاد الظاهرة رونالدو لتصدر المشهد الكروي وتمكن من الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم وجائزة الكرة الذهبية في نفس السنة على اثر أداءه الأسطوري في كوريا واليابان, مما جعل رئيس نادي ريال مدريد يتجه للتعاقد معه لإكمال فريق النجوم الذي كان قد بدأ في تكوينه. وبالفعل وقع الظاهرة رونالدو على عقد انتقاله إلى نادي ريال مدريد وانضم للفريق في موسم 2002/2003 الذي تمكن فيه رونالدو من التتويج بلقب هداف الدوري الاسباني الذي توج بلقبه ريال مدريد آنذاك.
فترة الظاهرة رونالدو مع ريال مدريد كانت في بداياتها, إلا أن الأطباء صدموا النجم البرازيلي بخبر محزن آخر وهو أن اللاعب يعاني من بعض مشاكل الغدة الدرقية التي ستسبب زيادة في وزنه لا يمكن السيطرة عليها. وبالفعل تعرض رونالدو إلى زيادة واضحة في الوزن مع بداية الموسم الثاني له مع ريال مدريد ليبدأ مستوى الظاهرة رونالدو في التراجع تدريجيا حتى وصول المدرب الايطالي فابيو كابيلو في صيف العام 2006 وقرر عدم إشراك رونالدو بصفة أساسية بسبب وزنه الزائد وفضل اللعب برود فان نيستلروي بدلا منه.
الظاهرة رونالدو رحل عن صفوف ريال مدريد في منتصف موسم 2006/2007 بعد عدم منحه أي دقائق للعب. مع خروجه من ريال مدريد صرح رونالدو الظاهرة قائلا: “عشت الكثير من اللحظات التاريخية هنا وسأبقى دائما مشجعا لريال مدريد. أتمنى التوفيق لكابيلو في رحلته مع هذا الفريق العظيم, لكنني ألومه بشدة لأنني لم أحصل على الوقت الكافي في الملعب”.
نهايات الظاهرة رونالدو
بعد رحيله عن نادي ريال مدريد الإسباني قرر الظاهرة رونالدو العودة الى إيطاليا لكن من بوابة اي سي ميلان هذه المرة. فترة رونالدو الظاهرة في صفوف اي سي ميلان لم تكن بالسيئة حيث تمكن من تسجيل 7 أهداف في ظرف 14 مباراة خاضها مع النادي اللومباردي, الا ان الاصابات بقيت تلاحقه بشكل مستمر مما دفعه لإنهاء رحلته مع الاحتراف والعودة الى الدوري البرازيلي الذي بدأ مسيرته منه.
رونالدو عاد الى البرازيل من خلال فريق كورينثيانز الذي لعب معه 9 مباريات في موسمه الأول تمكن فيها من تسجيل 8 أهداف أعاد بها الكثير من اللحظات التاريخية لأذهان الجماهير التي كانت تنفجر مع كل هدف يسجله الظاهرة رونالدو في منافسات الدوري البرازيلي.
اعتزال الظاهرة رونالدو
لعب رونالدو في صفوف كورينثيانز لمدة ثلاثة مواسم قدم فيها مستوى جيد بالنسبة للتوقعات, إلا أن الإصابات بقيت تلاحقه بكثرة حتى أصبح الحديد في جسمه أكثر من اللحم! ليعلن الظاهرة رونالدو اعتزاله في عام 2011 في مؤتمر صحفي شهير قال فيه: “عقلي وقلبي يريدان مواصلة اللعب, لكن جسدي يرفض ذلك” ليكتب نهاية حزينة لأحد أجمل القصص في تاريخ كرة القدم.
هل الظاهرة رونالدو هو المهاجم الأفضل في التاريخ أم اللاعب الأقل حظا فيه؟
على الرغم من تعدد أسماء الأساطير الذين تراودوا على مركز رأس الحربة في كرة القدم منذ بداياتها, يعتبر الظاهرة رونالدو هو المرجع الأساسي والقدوة الأولى لأغلب اللاعبين الشباب الذين يرغبون في اللعب في هذا المركز وعلى رأسهم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي قال في تصريح له: “رونالدو الظاهرة هو قدوتي وهو أفضل لاعب شاهدته يلعب كرة القدم”, وهذا يعكس بالتالي السبب في وصف الظاهرة رونالدو على أنه أفضل مهاجم جاء في تاريخ كرة القدم على مر العصور.
إلا أن الحقيقة الأخرى تقوم أن الحظ السيء والإصابات القاسية المتكررة حدت من مسيرة هذا النجم الكبير وجعلته يغيب عن الملاعب لفترات طويلة من جهة, وأضعفت قواه الجسدية وقصرت عمره في الملاعب من جهة أخرى.
للمزيد من أخبار الرياضة والمقالات الرياضية تابع أخبار العراق.