يبدو أنه اليوم ، مع ظروف الحياة الحديثة يزداد شعور المرء بعدم الراحة النفسية شيئا فشيئا . من الظاهر أنه من الصعب على الناس الوصول إلى مستوى معين من الصحة العقلية المتوازنة وإلى الحد الأدنى من الراحة النفسية خاصة خلال السنوات الأخيرة من العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. يعبر الناس كل يوم عن نقص الإحساس بمستوى معين من الراحة الداخلية . أبلغ خبراء علم النفس الاجتماعي عن العديد من عوامل الحياة الحديثة التي قد تساهم بشكل واضح في مشاعر القلق و الضغط النفسى و أيظا فى نقص في الشعور بالرضاء عن النفس و الذى يؤدى إلى كل هذه المشاعر السلبية التى تؤثر فى مستوى التوازن النفسى بصفة تدريجية. لهذا السبب يحمل هذا المقال مصطلح التعاطف مع الذات كمفتاح الراحة النفسية.
يحمل القرن الحادي والعشرون في طياته مجموعة من التحديات للبشر. بسبب عوامل إجتماعية و تكنولوجية متعددة كمختلف وسائل التواصل الإجتماعى أثرت الحياة اليومية الجديدة على أنماط عيش الإنسان الحديث و خاصة على علاقاته مع الٱخرين و مع ذاته. إذ أصبح الهدف الوحيد للإنسان هو النجاح الأسرع بغض النظر عن ظروفه أو عواقبه. فالصفات الوحيدة التي تسود أسلوب حياة الإنسان اليوم هي السرعة والكفاءة. لم يعد هناك تسامح مع الفشل أو الأخطاء أو التأخير.
التغييرات البارزة في الحياة اليومية للإنسان و فى إدراكه لمفهوم العيش الحديث في الوقت الحاضر جعلته يعانى من مشاكل تواصل. إذ التواصل نفسه يعاني اليوم. أصبح الناس من الآن فصاعدًا يتواصلون مع بعضهم البعض من خلال مختلف
الوسائل التكنولوجية المتطورة والافتراضية. هذه الحقيقة تخفى كوارث كبرى على الصعيد الذاتى و النفسى .
إن عدم التسامح مع الفشل والتصور السلبي للأخطاء و الرغبة الشديدة فى خوض تجارب سريعة و لكن ناجحة جعلت الناس في إيقاع حياة مليء بالإجهاد والعجلة والضغط دون إيلاء اهتمام كبيرلا لا على مستوىالراحة النفسية والعقلية ولا لالتوازن الإجتماعى.
التحديات المستمرة والهدف الدائم للنجاح السريع الذي يغزو عقول البشر اليوم يعرضهم إلى مشاكل نفسية كبيرة في حالة الفشل في الوصول إلى الخطط التي قد تبدو أحيانًا غير قابلة للتنفيذ. لكن بدلاً من إظهار موقف متفهم تجاه أنفسهم ، يفقدون الأمل و يشعرون بالذنب. وقد يصابون بالاكتئاب أو حتى بما يسمى بالاكتئاب المقنع و الذى يتجسد فى أعراض عديدة كفقدان الرغبة فى ممارسة أي نشاط يومي، الشعور المتواصل بالذنب ، عدم الرضا عن النفس و الإنعزال.
عندما يواجه الناس فشلًا أو يرتكبون خطأً ، فإنهم لا يتسامحون مع أنفسهم ربما لأنهم يخشون أن يتجاهلهم المنافسون. أو ربما خائفون من وصمهم بأنهم خاسرون أو فاشلون. فلم يعد اليوم الفشل أو الخطأ كصيفة من صيفات البشر. و كأن الإنسان هو الكائن المثالى المعصوم من الخطأ . فعلى الأخير أن يتوقع اللا متوقع. وهو بلا شك من الخارق لطبيعة الإنسان كأي كائن محدود القدرات. ما إن واجه الإنسان اليوم فشلا سرعان ما يفقد إلى التعاطف مع نفسه و الشفقة على ذاته.
لكن أحدث الأبحاث في علم النفس الاجتماعي كشفت عن أهمية التعاطف مع الذات في الحياة اليومي. و أن غياب الشفقة على النفس فى الوضعيات الصعبة يؤدى إلى فقدان تام للراحة النفسية.
التعاطف مع الذات
تعرف كريستين ناف، أستاذة في جامعة تكساس في قسم علم النفس التربوي في أوستن و مؤسسة مصطلح التعاطف مع الذات على أنه عبارة على أسلوب تكيفي يتعلق بالارتباط بذات واحدة و متكاملة مع نفسها عند مواجهة أوجه القصور والنكسات الشخصية أو ظروف الحياة الصعبة. ترتبط هذه الكفاءة بطريقة الفرد في التعامل مع الصعوبات دون التسامح معها أو تجنبها ولكن من خلال تقبلها و التركيز فى استراتيجيات التكيف معها. المقصود هنا بالتعاطف مع الذات ليس بتجاهل الإخفاق و التساهل معه و إنما بتقبله و التركيز فى التقدم عوضا عن الإنهماك فى المشاعر السلبية كالشعور بالذنب و اللوم عن النفس. تتطلب بالتالي القدرة على التعاطف مع الذات وفقا إلى كريستين ناف سنة 2003 أن تكون لطيفًا تجاه الذات وليس قاسيا ، وأن تدرك أن الأخطاء هي معيار مشترك للبشر وليست بصفة تشملك بمفردك وأن تحافظ على اليقظة الكافية بشأن الوضعية كما هي بدلاً من الوقوع في فخ التفكير المفرط السلبي و المبالغة فى تصورك السلبى للمسألة.
التعاطف مع الذات مفتاح الراحة النفسية
لقد أثبت عدد هائل من الدراسات مؤخرًا دعمًا قويًا للدور المذهل للتعاطف مع الذات في تحسين الصحة النفسية وتوفير الإيجابية لدى الناس. لقد أصبح أحد العوامل التي تساهم في توقع نقاط القوة النفسية الإيجابية.
على سبيل المثال ، أثبتت الباحثة الروسية سونجا ليوبوميرسكي سنة 2001 أن الأشخاص المتعاطفين مع أنفسهم هم أكثر عرضة لأن يكونوا أكثر سعادة وأنهم أقل اجترارًا للأحداث السلبية من خلال الكشف عن مستويات أعلى من المفاهيم الإيجابية مثل السعادة والتفاؤل والحكمة والمبادرة الشخصية والفضول والاستكشاف والموافقة ، والانبساط ، و راحة الضمير.
يبدو إذا أن الأشخاص المتعاطفون مع أنفسهم لهم مستويات أعلى من قبول الذات والمرونة النفسية واستراتيجيات التأقلم الأكثر صحة. فعلى النقيض من ذلك ، كشفت الباحثة كريستين ناف عن علاقة كبيرة بين غياب التعاطف مع الذات و عرائض القلق والاكتئاب والتوتر والعصبية عند الناس اليوم.
يبدو أن التعاطف مع الذات هو في الوقت الحاضر مفتاح الصحة العقلية والراحة النفسية فى عالم العولمة الحديث الذى قد يتسبب كل يوم فى ظهور عدد كبير من الإضطرابات النفسية. من الآن فصاعدًا عندما يواجه الإنسان مشكلات يومية أوأخطاء أو أي مصدر من مصادر عدم الراحة وعدم الرضا ، يجب عليه العمل على زيادة مستوى التعاطف مع الذات لتجنب أي خطر للإصابة بأمراض نفسية وعقلية. التعاطف مع الذات ينطوي على اللطف بدلاً من الحكم الذاتي الصارم ، والإقرار بأن النقص أمر شائع في التجربة الإنسانية ، وإدراك المعاناة وقبولها كما هي دون الإفراط في التعريف بها بطريقة سلبية لتوفير الراحة النفسية اللازمة فى الحياة اليومية.
يبدو أن التعاطف مع الذات هو في الوقت الحاضر مفتاح الصحة العقلية و النفسية فى عالم العولمة الحديث الذى قد يتسبب كل يوم فى ظهور عدد كبير من الإضطرابات النفسية. من الآن فصاعدًا عندما يواجه الإنسان مشكلات يومية أويبدو أن التعاطف مع الذات هو في الوقت الحاضر مفتاح الصحة العقلية و النفسية فى عالم العولمة الحديث الذى قد يتسبب كل يوم فى ظهور عدد كبير من الإضطرابات النفسية. من الآن فصاعدًا عندما يواجه الإنسان مشكلات يومية أوأخطاء أوأي مصدر من مصادر عدم الراحة وعدم الرضا ، يجب عليه العمل على زيادة مستوى التعاطف مع الذات لتجنب أي خطر للإصابة بأمراض نفسية وعقلية. التعاطف مع الذات ينطوي على اللطف بدلاً من الحكم الذاتي الصارم ، والإقرار بأن النقص أمر شائع في التجربة الإنسانية ، وإدراك المعاناة وقبولها كما هي دون الإفراط في التعريف بها بطريقة سلبية.أخطاء أوأي مصدر من مصادر عدم الراحة وعدم الرضا ، يجب عليه العمل على زيادة مستوى التعاطف مع الذات لتجنب أي خطر للإصابة بأمراض نفسية وعقلية. التعاطف مع الذات ينطوي على اللطف بدلاً من الحكم الذاتي الصارم ، والإقرار بأن النقص أمر شائع في التجربة الإنسانية ، وإدراك المعاناة وقبولها كما هي دون الإفراط في التعريف بها بطريقة سلبية.