في أعقاب الحروب وتدمير داعش، يختفي التراث الثقافي الثري للعراق “بمعدلات قياسية” بسبب نقص الأموال والنهب والخلافات بين الفصائل المتعارضة التي تتطلع إلى ترك بصماتها على تاريخ البلاد، بحسب تقرير.
يعتقد مركز الفكر تشاتام هاوس في لندن أن اثار بابل التاريخية تتداعى بسبب نقص الأموال ووجود منظمة مركزية قوية مسؤولة عن حماية الآثار القديمة والحفاظ عليها.
كان هناك “عشرات”، وفقًا لعالم الآثار المحلي، الذي أخبر مؤلفي الورقة، الذين لم يتمكنوا من تحمل تكاليف السقالات الطارئة أو أعمال الصيانة العاجلة في مدينة بابل القديمة.
سقوط عشرات المواقع في بابل
مهيار كاظم، باحث أول في قسم التاريخ في جامعة كوليدج لندن والمؤلف الرئيسي للورقة الدراسية افتراس التراث الثقافي في العراق، يقول إن “بغداد القديمة تتفكك وهذا اختيار سياسي”.
وبحسب أحد المسؤولين، كانت الأحزاب السياسية أكثر اهتماما بالممتلكات وقيمتها الاقتصادية في تلك المنطقة وكانت تنتظر سقوطها. “إنها قطعة ملكية رائعة.”
أصبح التراث الثقافي والمواقع التاريخية في العراق ساحة معركة للنخب السياسية السنية والشيعية والكردية لتعزيز مفاهيمهم الخاصة عن التاريخ العراقي والمستقبل، وفقًا للبحث.
عندما كان صدام حسين في السلطة، كان يسيطر على المراكز التاريخية للبلاد. وبحسب البحث، فإن السلطة على المواقع قد انشقت بسبب ظهور مؤسسات جديدة مدعومة من قبل مجموعة متنوعة من الجماعات العرقية والدينية.
أضافت هجمات داعش على المواقع التاريخية والدينية في العراق للترويج لإيديولوجيتها الراديكالية إلى عقود من الإهمال والعقوبات على الأصول الثقافية في العراق.
يدعي التقرير أن تاريخ العراق الطويل هو أحد أثمن موارد البلاد. قد تكون السياحة القائمة على التراث ثاني أكثر الأعمال التجارية ربحًا في البلاد بعد النفط والغاز.
كما أن الثروة المحتملة التي تمتلكها تعرض موارد البلاد للسرقة المستمرة والتصدير إلى دول أخرى.
لا توجد أموال كافية لحماية الكنوز الثقافية للبلاد، وفقًا للدكتور كاظم، وزير الثقافة في البلاد.
ظلت النهب مشكلة في العراق منذ حرب الخليج الأولى عام 1991، عندما احتلت الولايات المتحدة البلاد وتعرضت لعقوبات وصعوبات اقتصادية.
تم تدمير مدينة نمرود القديمة، التي كانت تقع في السابق جنوب الموصل، ولم تتمكن السلطات من الحفاظ على أطلالها. قبل أن يتم تدميرها من قبل داعش في أواخر عام 2016، استعاد الجيش العراقي العاصمة الآشورية للإمبراطورية التي هيمنت على أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط.
وزعمت الدراسة أنه “بعد عدة سنوات من عام 2017، بقيت على الأرض آلاف إن لم يكن مئات القطع من المواقع الثقافية المدمرة التي تعود إلى الحقبة الآشورية في نمرود، وتعاني آثار الأمطار وصيف شديد”.
اقرا هنا عن اعتقال جيولوجي بريطاني بعد العثور على شظايا فخار قديمة بحوزته