يصل قادة فرنسا وألمانيا وبولندا الى مولدافيا الأربعاء في زيارة دعم رمزية عشية انطلاق الحملات للانتخابات التشريعية المقررة الشهر المقبل، وسط اتهامات بتدخل روسي في الدولة المحاذية لأوكرانيا والساعية للانضمام الى الاتحاد الأوروبي.
وفي الذكرى الرابعة والثلاثين لاستقلال كيشيناو، يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، برئيسة مولدافيا مايا ساندو التي تدفع نحو انضمام بلادها الى التكتل القاري.
ورأت الرئاسة المولدافية في بيان تلقت وكالة فرنس برس نسخة منه إن الزيارة تشكّل رسالة “دعم لمولدافيا من قبل القادة الأوروبيين بينما تزيد روسيا من تدخلاتها قبل الانتخابات البالغة الأهمية” الشهر المقبل.
واتهمت ساندو وحلفاؤها الأوروبيون مرارا موسكو بمحاولات زعزعة استقرار الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة بين أوكرانيا التي تواجه الغزو الروسي منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ورومانيا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتقود ساندو المعروفة بموافقها المنتقدة لروسيا خصوصا منذ بدء غزو أوكرانيا في مطلع العام 2022، بلادها في مباحثات الانضمام للاتحاد الأوروبي، والتي بدأت في حزيران/يونيو 2024.
– تأييد “المسار الأوروبي” –
وستتحدث ساندو والقادة الأوروبيون الثلاثة الى الصحافيين بعد ظهر الأربعاء قبل المشاركة في حفل عشاء.
ويلي ذلك إلقاء كلمات خلال الاحتفالات الرسمية بذكرى استقلال مولدافيا في “ساحة الاستقلال” بكيشيناو، والتي من المقرر أن تختتم بحفلة موسيقية.
وقال مستشار في الرئاسة الفرنسية للصحافيين إن ماكرون وميرتس وتوسك يريدون تجديد “دعمهم لاستقلال مولدافيا وسيادتها وسلامة أراضيها”، إضافة الى دعم “المسار الأوروبي” لكيشيناو.
أضاف “لا يمكننا تجاهل عواقب الحرب العدوانية التي تشنها روسيا على أوكرانيا، والتي تؤثر مباشرة على مولدافيا”.
واعتبر أن الأخيرة “مهددة من روسيا”، منددا بـ”تدخل موسكو” وخطتها التي تشمل “الترهيب” و”عرقلة السيادة” و”استغلال الانفصالية”، في إشارة الى منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لموسكو الواقعة في شرق البلاد، وحيث تتمركز قوات روسية.
– “رسالة رمزية” –
وقال الباحث السياسي فاليريو باشا لفرانس برس إن “الزيارة هي بالفعل علامة قوية على الدعم، وهي رسالة رمزية لروسيا بأن الدول الأوروبية الكبرى تهتم بما يجري هنا وتتابعه”.
ولفت الى أنها الزيارة الأولى التي يجريها قادة دول ما يسمى “مثلث فايمار” سويا الى مولدافيا.
وفي حين يتوقع أن يتصدر حزب “العدل والتضامن” (PAS) بزعامة ساندو الانتخابات البرلمانية المقررة في أيلول/سبتمبر، أكد باشا أن نتيجة الاقتراع تبقى غير محسومة نظرا لـ”التدخل الروسي الهائل في الانتخابات، مع ضخ مبالغ ضخمة من المال” وسط مخاوف الناخبين بشأن الصعوبات الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم.
وسبق لساندو التي أعيد انتخابها لولاية ثانية في العام 2024، أن اتهمت روسيا بـ”التحضير لتدخل غير مسبوق في الانتخابات” بهدف “السيطرة على مولدافيا اعتبارا من الخريف”.
وأشارت الى أن هذا التدخل يشمل شراء الأصوات والتمويل غير القانوني عبر العملات المشفرة، وأن موسكو خصصت “100 مليون يورو” من أجل ذلك.
وتأتي زيارة القادة الأوروبيين في وقت يبدو أن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل الى تسوية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا تتعثر. وشددت باريس وبرلين على أن الكرة باتت في ملعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بور-ففف-جزا/كام/ناش
Agence France-Presse ©