يعاني النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من معضلة كبيرة في سوق الانتقالات الصيفية الحالي تتمثل في عدم رغبته في البقاء في صفوف فريق مانشستر يونايتد الذي لن يشارك في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل, وهو ما جعل النجم البرتغالي يبحث عن فريق آخر يؤمن له فرصة المشاركة في البطولة الأعرق. مانشستر يونايتد بدوره لم يمانع رغبة النجم البرتغالي, الا أن رغبة النجم هذه المرة اصطدمت بعدم رغبة كبار الأندية في أوروبا في التعاقد مع كريستيانو رونالدو وهو ما يمثل معضلة كبيرة له ولوكيل أعماله مع بقاء أيام قليلة على إغلاق سوق الانتقالات الصيفي الحالي.
ما هي الأسباب التي دفعت رونالدو لإعلان رغبته بالرحيل عن صفوف مانشستر يونايتد بوضوح؟ ومن هي الأندية التي رفضت التعاقد مع كريستيانو رونالدو وما هي أسبابها؟ وهل انتهى عصر كريستيانو رونالدو مع كرة القدم أم أن للحكاية بقية؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذه المقالة التي نستعرض فيها أيضا أهم المحطات في مسيرة كريستيانو رونالدو مع كبار الأندية الأوروبية التي كانت تحلم بالتعاقد معه وأصبحت تهرب من الفكرة اليوم.
انتقال كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد في 2003
لا يخفى على أحد من عشاق كرة القدم في العالم أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هو واحد من أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم ويعتبره الكثيرون اللاعب الأفضل على مر العصور وخصوصا عشاقه الكثيرون في مختلف أنحاء العالم. منذ ظهوره الأول مع فريقه الأم سبورتينج لشبونة البرتغالي بدأت كبار الأندية الأوروبية تتحرك بسرعة بهدف التعاقد مع كريستيانو رونالدو باعتباره الموهبة القادمة بقوة في عالم كرة القدم.
وبالفعل تحرك السير اليكس فيرجسون المدير السابق والتاريخي لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي من أجل التعاقد مع كريستيانو رونالدو في صيف 2003 عندما كان النجم البرتغالي في سن الثامنة عشر آنذاك. فيرجسون كان يؤمن أن التعاقد مع كريستيانو رونالدو هو خطوة مهمة جدا للمستقبل باعتباره اللاعب الأعلى موهبة بين أبناء جيله في ذلك الوقت, وكان لا بد من حرمان نادي أرسنال, المنافس المباشر لمانشستر يونايتد آنذاك, من التعاقد مع كريستيانو رونالدو بأي شكل من الأشكال وضمه الى صفوف فريق الشياطين الحمر.
كريستيانو رونالدو قضى 6 مواسم مع مانشستر يونايتد في فترته الأولى نجح خلالها في التتويج مع الفريق بثلاثة ألقاب في الدوري الإنجليزي ولقب دوري أبطال أوروبا في عام 2008, كما توج النجم البرتغالي بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في عام 2008 عندما كان ينشط في صفوف النادي الإنجليزي, وهو ما جعل إدارة نادي ريال مدريد الاسباني تتحرك بقوة في محاولة التعاقد مع كريستيانو رونالدو للمرة الأولى في عام 2008, إلا أن العرض قوبل بالرفض من قبل إدارة مانشستر يونايتد.
انتقال كريستيانو رونالدو الى ريال مدريد في 2009
إدارة ريال مدريد عادت مجددا مطلع في صيف 2009 بقيادة الحوت فلورنتينو بيريز الذي قرر بداية فترته الثانية مع ريال مدريد بالتعاقد مع كوكبة من نجوم العالم على رأسهم كاكا وبنزيما وألونسو, إلا أن ذلك ما كان ليكتمل بدون التعاقد مع اللاعب الأفضل في العالم والنجم التسويقي الأول على مستوى كرة القدم. وبالفعل, تمكن بيريز من التعاقد مع كريستيانو رونالدو وضمه لصفوف ريال مدريد في ذلك الصيف مقابل صفقة قياسية بلغت 94 مليون يورو أصبح رونالدو على اثرها اللاعب الأغلى في تاريخ كرة القدم وقتها.
وعلى الرغم من الانتقادات التي طالت إدارة ريال مدريد على اثر التعاقد مع كريستيانو رونالدو مقابل هذا المبلغ الضخم, نجح كريستيانو رونالدو في تسديد فاتورة التعاقد معه بسرعة كبيرة عن طريقة بيع القمصان والعوائد الاعلانية التي تحصل عليها النادي جراء تواجد النجم البرتغالي في صفوفه آنذاك.
في واقع الأمر, لم يكن التعاقد مع كريستيانو رونالدو رياضيا بحتا بالنسبة لفلورنتينو بيريز, وهو الرجل الذي يشدد دائما على أن الأساس الأهم وراء النجاح الرياضي هو تحقيق النمو الاقتصادي وزيادة العوائد بشتى الطرق والاشكال. فلورنتينو بيريز نجح بالفعل بعد التعاقد مع كريستيانو رونالدو في جعله الواجهة الأولى للفريق الأكبر في العالم, وهو ما جعل القيمة السوقية لرونالدو ترتفع بشكل كبير مع ريال مدريد على الرغم من عدم تحقيق أي نجاحات رياضية تذكر خلال المواسم الأولى, وهو ما جعل بيريز يجدد لرونالدو مع زيادة كبيرة في الأجر السنوي, وهو ما جعلنا نفهم أن بيريز يدرك القيمة الكبيرة لتواجد لاعب من هذا الحجم في صفوف الفريق الملكي.
كريستيانو رونالدو نفسه كان يدرك آنذاك أن البقاء في ريال مدريد هو أفضل شيء يمكنه القيام به في ذلك الوقت, فلا يوجد فريق يساعدك على صناعة مجدك الخاص أكثر من الفريق الأكثر تتويجا بالبطولات في أوروبا واسبانيا. بعد تحقيق ريال مدريد للقب دوري أبطال أوروبا 2014 ونجاح كريستيانو في حصد الكرة الذهبية الثالثة له والثانية مع ريال مدريد في صيف 2014, أصبح اللاعب يدرك تماما أن قادم السنين هي فرصته الكبرى لتحقيق أكبر قدر ممكن مع المنظومة الأفضل في العالم والتي يعتبر هو نجمها الأول.
وعلى الرغم من الفشل في تحقيق أي بطولات في الموسم التالي, تدارك ريال مدريد ورونالدو الأمر بشكل سريع عندما تمكنوا من تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا في عام 2016, واتبعوه بالثاني والثالث في 2017 و2018 ليحقق النادي ثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا متتالية بقيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان في مواسم نجح كريستيانو رونالدو خلالها في تقديم عروض تاريخية قاد من خلالها فريقه لتحقيق هذا الانجاز التاريخي والتربع على عرش الكرة الأوروبية.
انتقال كريستيانو رونالدو الى يوفنتوس في 2018
بعد نهاية بطولة دوري أبطال أوروبا 2018 وتتويج نادي ريال مدريد بطلا للمرة الثالثة تواليا والثالثة عشر في تاريخه, خرج كريستيانو رونالدو بتصريح غريب قائلا: “لا أدري ماذا سيحدث, سنقرر ذلك خلال الأسابيع القادمة..”. تصريح رونالدو هذا أكد أن العلاقة بين بيريز ورونالدو لم تعد كما كانت سابقا, وما حدث لاحقا في سوق الانتقالات الصيفي 2018 أكد ذلك بشكل قاطع.
كريستيانو رونالدو طالب بتجديد عقده مع ريال مدريد والحصول على أجر جديد يقدر ب36 مليون يورو في الوقت الذي كان يتقاضى فيه 21 مليون يورو فقط, كما طالب رئيس النادي الملكي بحل المشاكل القضائية التي واجهت النجم البرتغالي جراء التهرب من الضرائب في نفس السنة. فلورنتينو بيريز رحب بفكرة التجديد مع رونالدو, إلا أنه رفض المطالب المادية للدون, كما رفض التدخل في حل المشاكل القضائية معتبرا أن النادي لا يتدخل في مثل هذه الأمور لأنها قد تضر من سمعة النادي.
في واقع الأمر, هذا ما صدرته الصحافة للمتابعين, إلا أن الحقيقة التي لم يعلن عنها في ذلك وقت كانت تتمثل في إدراك بيريز أن تلك هي الفرصة الأخيرة لبيع رونالدو مقابل مبلغ مالي ضخم خصوصا مع اقتراب النجم البرتغالي من سن الرابعة والثلاثين آنذاك. الرجل الذي يقدس الاستقرار الاقتصادي ويعتبره العامل الأهم للنجاح الرياضي وجد أن بيع رونالدو في تلك الفترة كان القرار الأنسب للفريق اذا ما أراد تدعيم صفوفه بأسماء شابة بقدرات عالية قادرة على أن تخدم الفريق الملكي لسنوات طويلة.
وبالفعل قام تلقى ريال مدريد عرضا بقيمة 100 مليون يورو من نادي يوفنتوس الإيطالي من أجل التعاقد مع كريستيانو رونالدو, وهو ما رحب به فلورنتينو بيريز الذي قرر الموافقة على العرض. بعد أن قام بالتعاقد مع كريستيانو رونالدو مقابل 94 مليون يورو وهو في سن الرابعة والعشرين, استفاد بيريز من صفقة كريستيانو رونالدو بجميع الأشكال الممكنة, حيث ساعده النجم البرتغالي على تحقيق الكثير من البطولات والانجازات التاريخية في أرض الملعب, كما تسبب في ارتفاع العوائد المالية التي يحصل عليها ريال مدريد مع نهاية كل موسم جراء تواجد الدون في صفوف النادي, وفي النهاية قام ببيعه مقابل 100 مليون يورو وهو في سن الرابعة والثلاثين!
يوفنتوس قام بالتعاقد مع رونالدو واستفاد هو أيضا من تواجد النجم البرتغالي على المستوى الرياضي والاقتصادي بشكل كبير, وقضى الدون ثلاثة مواسم مع يوفنتوس نجح خلالها في التتويج بالعديد من الألقاب المهمة وأهمها لقب الدوري الإيطالي في مناسبتين, كما توج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الايطالي في مناسبتين وهداف الدوري الايطالي في مناسبة أخرى, إلا أن الفريق لم ينجح في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا الذي تم التعاقد مع كريستيانو رونالدو خصيصا من أجل التتويج به.
في صيف 2021 قام يوفنتوس بالتعاقد مع مدربه السابق ماسيميليانو أليجري, وهو الذي لم يكن على وفاق مع رونالدو منذ البداية, وهو سبب دفع رونالدو إلى التفكير بالرحيل عن صفوف اليوفي. في ذلك الوقت ظهرت اشاعات تؤكد اهتمام مانشستر سيتي بمسألة التعاقد مع رونالدو, وهو ما لم تستطع إدارة مانشستر يونايتد مقاومته في ذلك الوقت خصوصا وأن الدون هو أحد أكثر اللاعبين قربا لقلوب جماهير الشياطين الحمر, مما دفع إدارة المانيو الى التحرك بسرعة من أجل إتمام صفقة التعاقد مع كريستيانو رونالدو, الذي بالطبع فضل العودة الى فريقه السابق وعدم خيانته واللعب للقطب الآخر من المدينة.
لماذا يرغب كريستيانو رونالدو في الرحيل؟
لم يكن موسم مانشستر يونايتد الأخير ناجحا بأي شكل من الأشكال, فالفريق تعرض للعديد من النكسات خلال الموسم تسببت في النهاية في خروجه المبكر من مسابقة دوري أبطال أوروبا على يد أتلتيكو مدريد في ثمن النهائي, وحلوله في المركز السادس على مستوى الدوري الإنجليزي بعد أن كان مرشحا للمنافسة على اللقب في بداية الموسم! حلول مانشستر سادسا في جدول الترتيب يعني أنه لن يحصل على فرصة المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل و سيكتفي بالمشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي.
كريستيانو رونالدو الذي كان في منتهى سعادته مع بداية الموسم وعودته الى بيته لم يكن راضيا عن الطريقة التي يتم بها إدارة الشياطين الحمر على مدار الموسم, كما تعرض لصدمة كبرى تمثلت في عدم قدرته على اللعب في بطولته المفضلة خلال الموسم المقبل, ولعل هذا السبب يعتبر الأبرز في مسألة رفض كريستيانو رونالدو لمسألة البقاء في صفوف النادي الأحمر.
في حقيقة الأمر, لا تعتبر رغبة كريستيانو رونالدو في الرحيل عن صفوف مانشستر يونايتد بعد سنة واحدة من قدومه مستغربة, فاللاعب يرغب في قضاء آخر مواسمه مع فريق يتيح له فرصة المشاركة في أبرز البطولات الأوروبية والحفاظ على أرقامه التاريخية التي قام بتحقيقها على مدار 20 سنة, إلا أن المفاجأة الكبرى جائت في رفض كبار أندية أوروبا لفكرة التعاقد مع كريستيانو رونالدو, على الرغم من أن هذا الاسم كان يشكل حلما بعيد المنال لجميع الفرق الأوروبية قبل سنوات قليلة, فما هي أسباب رفض فكرة التعاقد مع رونالدو من قبل كبار القوم في أوروبا؟
أسباب تهرب الأندية الكبرى من التعاقد مع كريستيانو رونالدو
منذ انطلاق سوق الانتقالات الصيفي الحالي تم ربط مسألة التعاقد مع كريستيانو رونالدو بالعديد من الفرق الكبرى في أوروبا. الاشاعات أكدت في بداية الأمر أن الوجهة الأولى المحتملة لكريستيانو رونالدو هي نادي بايرن ميونخ الألماني الراغب في تعويض رحيل نجمه روبرت ليفاندوفسكي, قبل أن يتم ربط اسم رونالدو بنادي تشيلسي الإنجليزي الذي يبحث هو الآخر عن مهاجم يعوض رحيل لوكاكو وفيرنر. الشائعات لم تتوقف هنا بل تم ربط اسم رونالدو بكبار الدوري الايطالي ميلان والانتر ونابولي, كما تم الحديث عن فكرة العودة إلى ريال مدريد مجددا.
رئيس بايرن ميونخ أولي هونيس أكد أن التعاقد مع كريستيانو رونالدو ليس من خطط النادي البافاري, وهو ما أكد عليه أسطورة الفريق وحارسه السابق أوليفر كان الذي قال: “كريستيانو رونالدو هو واحد من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم, لكن وجوده في بايرن ميونخ الان هي فكرة لا تبدو بالصائبة واستبعد التعاقد معه..”.
ادارة تشيلسي الجديدة رحبت في البداية بفكرة التعاقد مع رونالدو واعتبرت أنه بديل مناسب للمهاجمين الراحلين عن الفريق بالاضافة لكونه قيمة اعلانية وتسويقية كبيرة سيتم اضافتها للفريق, إلا أن رغبة ملاك النادي اصطدمت برفض تام من المدرب الألماني توماس توخيل الذي أخبر الادارة أن وجود رونالدو لن يخدم خطط الفريق ولن يساعده على تطبيق أفكاره.
قطبي ميلان الانتر وميلان رفضا التعاقد مع كريستيانو رونالدو بسبب عدم قدرتهم على دفع راتب الدون, أما أتلتيكو مدريد فقد رحب مديره الفني دييجو سيميوني بفكرة التعاقد مع رونالدو خصوصا بعد رحيل لويس سواريز, إلا أن جماهير النادي هاجمت الفكرة بشكل لاذع وهو ما دفع رئيس النادي لنفي وجود أي نية لضم رونالدو لصفوف الفريق. أما رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز فقد رد على أحد المشجعين الذي طالبه بالتعاقد رونالدو فقد بشكل متهكم قائلا: “هل تريدونني حقا أن أتعاقد مع رونالدو مرة أخرى وهو في سن الثامنة والثلاثون؟ هذا جنون!..”
العامل الوحيد بين جميع هذه المفاوضات هو أنها جميعا قوبلت بالرفض التام من قبل الأندية على الرغم من القيمة التسويقية الكبيرة التي لا زال رونالدو قادرا على جلبها للنادي الذي سيلعب فيه, فما هي الأسباب الحقيقية وراء رفض الأندية الكبرى لفكرة التعاقد مع كريستيانو رونالدو؟
الأجر المرتفع
السبب الأول لرفع الأندية الكبرى في أوروبا لفكرة التعاقد مع كريستيانو رونالدو تتمثل في الأجر المرتفع الذي يطلبه النجم البرتغالي المقدر ب 25 مليون يورو سنويا, وهو رقم لا ترغب أندية أوروبا الكبرى دفعه للاعب في السابعة والثلاثين سنة. كريستيانو رونالدو على الناحية الأخرى يرفض تقديم أي تنازلات حتى الان و وكيل أعماله أكد أن القيمة التسويقية التي سيجلبها رونالدو لأي فريق يرغب في التعاقد معه أكبر بكثير من الراتب الذي يطالب الدون به.
في واقع الأمر, كبار الأندية الأوروبية تدرك تماما أن المشكلة لا تتمثل في دفع 25 مليون يورو لرونالدو نفسه, بل تتمثل الآن في قواعد كسر سقف الرواتب التي تسببت في الكثير من المشاكل الاقتصادية والقضائية للكثير من الأندية الكبرى في أوروبا وعلى رأسها برشلونة وميلان, وهذا هو السبب الرئيسي الذي يدفع الأندية الأوروبية لرفض دفع رقم كهذا لرونالدو سنويا.
تراجع المردود البدني
كريستيانو رونالدو يبلغ من العمر الآن 38 سنة, وهو سن متقدم جدا بالنسبة للاعب كرة قدم يشغل مركز رأس الحربة أحيانا والجناح في أحيان أخرى. في واقع الأمر, نجح رونالدو في الحفاظ على قوته الجسدية ولياقته البدنية بدرجة كبيرة جدا, الا أن تطور كرة القدم السريع في السنوات الأخيرة جعل الأمر يصبح أكثر صعوبة على النجم البرتغالي.
أندية الصف الأول في أوروبا أصبحت جميعها تميل لتطبيق فكرة الضغط العالي واللامركزية, وهما أمرين يجبران المهاجم على تقديم مردود بدني كبير طوال الوقت سواء في فكرة الضغط التي تتطلب الحركة المتواصلة من رونالدو, أو فكرة اللامركزية التي تتطلب انتقاله السريع بين المراكز خلال المباراة.
رونالدو أثبت خلال السنوات الماضية أنه لاعب غير مناسب أبدا لأي منظومة ترغب في تطبيق سياسة الضغط العالي في مبارياتها, وهذا هو السبب الذي دفع توخيل لرفض فكرة إدارة تشيلسي في التعاقد مع كريستيانو رونالدو, حيث أن المدرب الألماني يقدس الضغط العالي ويدرك تماما أن رونالدو ليس أفضل من يقوم بذلك حاليا.
شخصية رونالدو الصدامية!
على مدار مسيرته الحافلة مع مختلف كبار الأندية في أوروبا, خاض كريستيانو رونالدو العديد من السجالات مع جميع الأندية التي لعب لها سواء حاليا في مانشستر يونايتد أو سابقا مع ريال مدريد ويوفنتوس. و لتوضيح الأمر, طبيعة شخصية رونالدو الصدامية لا تنفي أبدا أنه لاعب يتمتع بدرجة كبيرة من الاحترافية تمثلت في أنه كان دائما قادرا على ترك تلك الصدامات خارج الملعب أيا كانت.
كريستيانو رونالدو دخل في خلافات مع إدارة ريال مدريد في العديد من المناسبات سابقا, وكان على وشك الرحيل في 2013 بحسب اشاعات الصحف وقتها إلا أن بيريز نجح في حل الخلاف وقتها بشكل هادىء, قبل أن يأتي الخلاف الثاني بينهما في صيف 2018 وهو الخلاف الذي أعلن الطلاق بين الطرفين. في يوفنتوس لم يدخل رونالدو في صراع مباشر مع إدارة النادي, لكنه كان دائما على خلاف مع مدربي الفريق بداية مع ساري وانتهائا مع أليجري.
شخصية رونالدو الصدامية لم تكن تمثل مشكلة بالنسبة للأندية لأن اللاعب كان قادرا على الحفاظ على مستواه المرتفع في أرض الملعب, إلا أن الحال تغير الآن. رونالدو اليوم في سن الثامنة والثلاثين, وهو بالطبع لم يعد قادرا على تقديم نفس العطاء الذي كان يقدمه في السابق, والأندية التي كانت تجد في مستوى اللاعب الخارق سببا لتحمل طبيعة شخصيته الصدامية والتعاقد مع رونالدو, لم تعد مؤمنة بذلك مع وصول النجم البرتغالي لنهايات مسيرته الحالية.
الخلاصة – من يحسم مسألة التعاقد مع كريستيانو رونالدو؟
قد يبدو الأمر مستغربا بالنسبة لأغلب متابعي كرة القدم, فكيف تحول اللاعب الذي يرغب في ضمه جميع الأندية في العالم الى فيروس يتهرب الجميع من التعاقد معه بتلك السرعة الكبيرة؟ في واقع الأمر, لا يمكن الجزم بأن فرص رونالدو في الرحيل عن صفوف مانشستر منعدمة, فلاعب بهذا الاسم وبهذه الإمكانيات يملك الفرصة دائما في دخول المفاوضات مع الأندية من موقف قوة, وهو في غالب الأحيان يكون قادرا على فرض شروطه.
الأمر في هذه المرة يبدو مختلفا حيث أن رونالدو سيكون مجبرا على تقديم الكثير من التنازلات المادية إذا ما أراد اللعب في صفوف فريق يؤمن له فرصة المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. في الأيام الأخيرة تناولت الصحف أخبارا تؤكد رغبة مسؤولي فريق بروسيا دورتموند الألماني في التعاقد مع كريستيانو رونالدو في حال كان الأخير على استعداد لتخفيض مطالبه المادية, فهل دورتموند خيار جيد لرونالدو؟
في واقع الأمر, بروسيا دورتموند هو فريق ألماني كبير من ناحية ويتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة من ناحية أخرى, وسيستفيد بشكل كبير من مسألة التعاقد مع كريستيانو رونالدو خصوصا في الناحية التسويقية. أما كرويا, فقد يكون وصول كريستيانو رونالدو لصفوف الفريق الأصفر حافزا كبيرا لبقية اللاعبين والمنظومة لكسر هيمنة بايرن ميونخ التاريخية على لقب الدوري الألماني في السنوات العشرة الأخيرة, فهل يتم بروسيا دورتموند مسألة التعاقد مع رونالدو قبل إغلاق سوق الانتقالات الصيفية أم يجد رونالدو نفسه مجبرا على البقاء في مانشستر رغما عنه؟ من يدري, قد يكون الحل في خيار ثالث لا نعلم عنه شيء بعد.
لقراءة المزيد من الأخبار الرياضية والمقالات الرياضية التحليلية, قم بزيارة أخبار العراق.