كشفت مديرية الدفاع المدني بمحافظة كربلاء، يوم الأحد، حصيلة المفقودين إثر الانهيار الحاصل في المزار الديني ما يُعرف بـ”قطارة الإمام علي” غربي المحافظة، فيما أشار الوقف الشيعي إلى أن (القطارة) لا يعود إليه، وإنما لجهات أهلية، كما أنه غير مثبّت تاريخيا حتى الآن.
انهيار مركّب
وقال مدير المديرية، العميد طاهر الزبيدي، إن “هناك 6 مفقودين تحت الركام، وفرص الوصول إليهم أحياء تتضاءل مع مرور الوقت، لذلك هناك تكثيف في عمليات البحث بواسطة فريق دولي لمواجهة الطبيعة الصخرية والانهيارات المركبة، حيث بدأ الحادث بانهيار للتل أعقبه انهيار السقف، ما ساهم في زيادة صعوبة الأعمال الحفرية”.
جهود متواصلة
وفي السياق نفسه، أعلن المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني العامة، العميد جودت عبدالرحمن، استمرار عمليات البحث والإنقاذ، مشيرا إلى أن النتائج النهائية ستعلن بعد انتهاء عمليات الإنقاذ.
وقال عبدالرحمن، لوكالة شفق نيوز، إن “عمليات الإنقاذ والبحث والتحري لا تزال مستمرة منذ يوم أمس ولحد هذه اللحظة، في مكان حادث (قطارة الإمام علي)”.
وأكد، “انقاذ طفلين وصبي بجهود كبيرة وجبارة، وبحث مستمر بشكل دقيق ومهني وعلمي، من خلال رجال إكفّاء، وهم فريق البحث والإنقاذ العراقي، الذي جاء من بغداد، لتخصصه في مثل هكذا مهمات”.
وأوضح، أن “المعلومات المتوفرة – بناء على شهود عيان – بأن “هناك امرأتين وموظّف يعمل في المزار الديني نفسه وطفل، لا يزالون تحت الركام، وهي معلومات غير مؤكدة، ونعمل بشكل بشكل دقيق حتى لا يحدث أي انهيار آخر في المكان، كما تم إمداد منطقة الحادث بالأوكسجين من أجل إسعاف الأشخاص وإبقائهم على قيد الحياة”.
وأشار عبدالرحمن، إلى أن “النتائج النهائية ستعلن بعد انتهاء عمليات الإنقاذ، وفي حال تم العثور على أي شخص سيعلن عن ذلك فورا، ولا تزال أكثر من 30 فرقة انقاذ تعمل باستخدام أدوات الإنقاذ الخفيفة والثقيلة، وبإشراف ميداني مباشر من قبل مدير عام الدفاع المدني، اللواء كاظم سلمان بوهان”.
مزار “أهلي”
من جهته؛ أكد الوقف الشيعي في كربلاء، أن مزار “قطارة الإمام علي” لا يعود إليه وإنما لجهات أهلية، كما أنه غير مثبّت تاريخيا حتى الآن.
وقال مدير الوقف، فارس الطيار، لشفق نيوز، أن “هذا المزار لا يعود للوقف الشيعي وغير مسجل لديه، ولا الأرض التي أُقيم عليها والمنشآت التي فيه، فهو مبني دون موافقة الوقف، لأنه لم يثبت تاريخيا حتى الآن”، لافتا إلى أن ما “حصل تقع مسؤوليته على الشخص الذي قام ببنائه واستغلاله لهذه الأرض”.
وأضاف الطيار، أن “قطارة الإمام علي، مزار يعود لجهات أهلية، ولا يحتوي على قبر، وإثباته يحتاج إلى مراجعة أصحاب العلاقة، فإذا ثبت أنه مزار تتم مخاطبة الجهات الرسمية وتُستملك الأرض القائم عليها، وبالتالي سيكون هناك إشراف وإدارة وحماية من ديوان الوقف الشيعي”.
وأشار إلى أنه “في العادة، كل مزار يُكتشف في المحافظة، تقوم الجهات الرسمية بمفاتحة الوقف الشيعي حوله، وبدوره يخاطب الوقف ديوان الوقف الشيعي، حيث تتم مراجعة الأولويات التي لديهم فإذا كان له أصل يتم تسجيله”.
وأوضح، أن “المزارات المسجلة في كربلاء، هي تل الزينبية، ومقام المهدي (صاحب الزمان)، والمخيم الحسيني، وهذه المزارات التي لا تحتوي على قبور، ولدينا كف العباس الأيمن والأيسر وهذه مقامات صغيرة، أما المزارات التي تحتوي على قبور مثل عون بن عبدالله، والحر الرياحي، وأبو هاشم في الهندية، وأحمد بن هاشم، فهذه ليست من اختصاص دوائر الأوقاف، وإنما الأمانة العامة للمزارات الشيعية، وهي تشكيل من تشكيلات ديوان الوقف الشيعي يعنى بقضية الدوائر التحقيقية واثبات المزارات التي تحتوي على قبور (مراقد) للصالحين وليس للأئمة، فالأخيرة هي على العتبات، أما المزارات غير المسجلة في كربلاء فلا توجد احصائية لها”.
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، أفاد مصدر في مديرية الدفاع المدني التابعة لوزارة الداخلية العراقية، بأن عملية البحث عن المفقودين تحت ركام الانهيار الحاصل في المزار الديني ما يُعرف بـ”قطارة الإمام علي” غرب كربلاء تسير بحذر شديد وذلك خشية حدوث انهيارات جديدة في حال حصول أي خطأ.
وعن آخر تطورات الحادث أبلغ المصدر وكالة شفق نيوز، بأن فرق الدفاع المدني ماتزال مستمرة بالعمل لإنقاذ ماتبقى من تحت ركام تلة كربلاء، مردفا بالقول إنه يُعتقد بوجود خمسة أشخاص تحت الركام بعد إنقاذ ثلاثة أطفال ليلة أمس.
كما أشار إلى إصابة أربعة من المحاصرين لحظة وقوع الحادث تم إسعافهم وهم بصحة جيدة.
بدورها قالت مديرية الدفاع المدني في بيان، إن فرق إنقاذ الدفاع المدني تواصل عمليات الحفر الدقيق باستخدام معدات الإنقاذ الخفيف لقص قضبان التسليح ورفع الكتل الخرسانية في موقع قطارة الإمام علي في كربلاء باشتراك فريق النخبة من رجال البحث والإنقاذ التابع الى مديرية الدفاع المدني في بغداد وإسناد فرق إنقاذ محافظات بابل والديوانية والمثنى كـ جهد ساند لفرق إنقاذ كربلاء بقيادة مباشرة من مدير عام الدفاع المدني اللواء كاظم سلمان بوهان.
وأضاف البيان أن العمل استمر طيلة ساعات الليل، وتمكنت فرق الدفاع المدني من إيصال الأوكسجين ومياه الشرب والطعام للمحتجزين عبر اتمام عمل ثغرات في كومة الركام والكتل الخرسانية مع التواصل اللفظي المستمر لطمأنتهم.
كما أكد البيان أن الفرق نجحت بإخراج طفلين وصبي، وهم بصحة جيدة تم نقلهم الى المستشفى لمتابعة وضعهم الصحي، مبينا ان الفرق مازالت تواصل أعمال الإنقاذ لحين إخراج جميع المحتجزين من الزائرين والعمال .
وتشير المعلومات الأولية إلى أن سبب الحادث كان نتيجة التشبع بالرطوبة للساتر الترابي الملاصق للمزار مما أدى عن انهيار كومة ترابية على سقف المزار وسقط على عدد من الزائرين، وفقا للبيان.
وتمكنت فرق الدفاع المدني، مساء أمس السبت، من الوصول إلى طفل ثالث من المحتجزين تحت ركام الإنهيار الترابي في المزار الديني “قطارة الإمام علي” في منطقة “عين تمر” غرب محافظة كربلاء.
وقال مدير علاقات واعلام الدفاع المدني العميد جودت عبد الرحمن لوكالة شفق نيوز، إنه “حصل عصر (أمس السبت) حادث إنهيار ترابي وبعض القطع من الكتل الكونكريتية في مزار القطارة، وعلى الفور كان هناك تدخل عاجل من فرق الانقاذ في محافظة كربلاء”، مبينا أنه “تم رفد محافظة كربلاء بفرق انقاذ ساندة من العاصمة بغداد، ومحافظة الديوانية وبابل إضافة الى فريق متخصص بعمليات الإنقاذ”.
وتابع العميد جودت بالقول إن “عدد الأشخاص المحاصرين تحت الكرام يتراوح من 6 – 8 أشخاص”، مؤكدا أن فرق الإنقاذ أوصلت وسائل وأجهزة التنفس إلى جميع المحاصرين.
اخر الاخبار
قالت وزارة الصحة العراقية، الأحد ، إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا بعد أن دمر انهيار أرضي مرقداً شيعياً في محافظة كربلاء بوسط العراق.
قاد رجال الإنقاذ جرافة عبر مدخل ضريح قطارة الإمام علي ، الذي يشبه نصف قبة مزخرفة بزخارف زرقاء مغطاة بالخط العربي.
يقع المبنى المقدس ، المحاط بمئذنتين ، عند قاعدة جدران صخرية عالية عارية. وقد تمزق جزء من سقفه الخرساني.
وقال البيان إن عمال الإنقاذ انتشلوا ستة ناجين من تحت الأنقاض بعد الانهيار الأرضي الذي وقع يوم السبت. وأضافت أن عملية البحث والإنقاذ مستمرة في حالة دفن المزيد من الأشخاص تحت الأنقاض.
يقع مرقد قطارة الإمام علي في صحراء العراق الغربية ، على بعد حوالي 28 كيلومترًا (17 ميلاً) من وسط مدينة كربلاء ، أحد أقدس المواقع الشيعية.
اقرا المزيد من الاخبار في موقعنا اخبار العراق.