ندّد مسؤول إماراتي الخميس بما اعتبره “ادعاءات زائفة” عن تدمير الجيش السوداني طائرة إماراتية كانت تقل مرتزقة كولومبيين في جنوب دارفور في غرب السودان، داعيا الخرطوم الى تقديم أدلة على ذلك.
وقال المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، ردّا على سؤال لوكالة فرانس برس، “هذه الادعاءات الباطلة التي تروجّها ما تسمّى سلطة بورتسودان زائفة تماما، وتفتقر إلى أدلة، وهي استمرار لحملة تضليل وتحريف ممنهجة”.
وأفاد التلفزيون الرسمي السوداني ليل الأربعاء أنّ سلاح الجو في الجيش دمّر “طائرة إماراتية تحمل مرتزقة كولومبيين” أثناء هبوطها في مطار نيالا الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع ما أسفر عن سقوط 40 قتيلا على الأقلّ.
وقال مصدر عسكري طالبا عدم كشف هويته إن الطائرة العسكرية الإماراتية “تعرضت للقصف ودُمّرت بالكامل” في مطار نيالا بدارفور، الذي شهد مؤخرا غارات جوية متكررة للجيش السوداني في خضمّ حربه المستمرة ضدّ قوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023.
وأضاف المسؤول الإماراتي “من اللافت أن تصدر هذه الادعاءات عن أحد طرفي النزاع”، متابعا في إشارة إلى الجيش السوداني أنه “طرف منخرط مباشرة في الأعمال العدائية، ويملك كل الدوافع لتوجيه السردية بما يخدم مصالحه ومحاولة تقويض مسار السلام والتهرّب من مسؤولياته الأخلاقية والقانونية والإنسانية لإنهاء هذه الحرب الأهلية الكارثية”.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، اتهم السودان الإمارات باستقدام مرتزقة كولومبيين وتمويلهم للقتال ضد الجيش لحساب قوات الدعم السريع.
من جهته، قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إنّ حكومته تسعى لمعرفة عدد الكولومبيين الذين قضوا في الغارة.
وكتب بيترو على منصة إكس “سنرى إن كان بإمكاننا استعادة جثثهم”.
وكانت القوات المشتركة، وهي تحالف مسلح في دارفور موال للجيش، أفادت الأسبوع الحالي بوجود أكثر من 80 من المرتزقة الكولومبيين يقاتلون إلى جانب الدعم السريع في مدينة الفاشر، آخر عواصم ولايات دافور التي لا يزال الجيش يسيطر عليها.
ولفتت القوات المشتركة إلى أن عددا كبيرا من هؤلاء المرتزقة قتلوا خلال عمليات لمسيّرات وقصف مدفعي شهده الهجوم الأخير للدعم السريع.
بدوره، نشر الجيش السوداني مقاطع مصورة قال إنها تظهر “مرتزقة أجانب يشتبه بأنهم كولومبيون”. وتعذّر على فرانس برس التحقق من صحة هذه المقاطع في شكل مستقل.
وفي كانون الأول/ديسمبر، أورد السودان أن وزارة الخارجية الكولومبية أبدت أسفها حيال “مشاركة بعض مواطنيها في الحرب”.
وتعود التقارير التي تحدثت عن وجود مقاتلين كولومبيين في دارفور إلى نهاية العام 2024، وأكدها خبراء في الأمم المتحدة.
– اتهامات بإبادة جماعية –
يتّهم الجيش السوداني أبوظبي باستمرار بتزويد قوات الدعم السريع أسلحة، وخصوصا مسيّرات عبر مطار نيالا، لكنّ الإمارات نفت بشدة هذا الأمر رغم تقارير عدّة لخبراء في الأمم المتحدة ومنظمات دولية أكّدت هذه المعلومات.
وفي نهاية تموز/يوليو، تم تأجيل اجتماع كان مقررا في واشنطن لإنهاء النزاع في السودان، بسبب اختلاف مصر والإمارات بشأن دور الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عملية سلام محتملة بالمستقبل.
وعلى إثر اتهامها الإمارات بمدّ الدعم السريع بالأسلحة، قرّرت الحكومة السودانية في أيار/مايو قطع العلاقات مع أبو ظبي.
ورفضت محكمة العدل الدولية في أيار/مايو دعوى رفعها السودان ضد دولة الإمارات بتهمة التواطؤ في ارتكاب إبادة جماعية لدعمها المفترض لقوات الدعم السريع في الحرب، وهي اتهامات نفتها الإمارات.
وحذّرت الأمم المتحدة مرارا من قوى خارجية تُؤجج الحرب في السودان الذي يمتلك احتياطات هائلة من الذهب تستورد الإمارات معظمها.
ويسيطر الجيش حاليا على وسط البلاد وشمالها وشرقها، في حين تسعى قوات الدعم السريع إلى إحكام سيطرتها على الغرب والجنوب، وأعلنت أخيرا تشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ع ش-م ل/ب ق
Agence France-Presse ©