حضّ المسؤول الكردي البارز بدران جيا كورد الخميس الحكومة الانتقالية على “مراجعة” نهجها في التعامل مع المكونات السورية، بعد أعمال عنف في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية أودت بحياة أكثر من 500 شخص.
وكتب كورد في منشور على “إكس” أن “على الحكومة الانتقالية أن تبادر إلى مراجعة شاملة وعاجلة لنهجها في التعامل مع الداخل السوري، والبدء بحوار وطني جاد ومسؤول مع مختلف المكونات، مع احترام خصوصية كل مكون وهويته الثقافية والدينية”.
انسحبت القوات الحكومية ليل الأربعاء الخميس من محافظة السويداء بعد اشتباكات دامية مع مسحلين دروز فاقمت مخاوف الأقليّات، وطرحت مجددا تساؤلات إزاء قدرة السلطات على التعامل مع الأقليات على وقع أعمال عنف على خلفية طائفية طالت مكونات عدة في البلاد.
وتخللت الاشتباكات انتهاكات وعمليات إعدام ميدانية لـ83 مدنيا درزيا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعادت إلى الأذهان أعمال العنف التي حصلت في الساحل السوري وقتل فيها المئات من الأقلية العلوية، فضلا عن انتهاكات تعرّضت لها أقليات أخرى.
واعتبر كورد في منشوره أن “الانتهاكات الممنهجة التي طالت المكون الدرزي في الجنوب السوري، وما سبقها من انتهاكات مشابهة في الساحل السوري، تؤكد بوضوح الرفض العميق للتعددية الثقافية والدينية من قِبل وزارة الدفاع الانتقالية والمؤسسات التابعة لها”، مشيرا إلى أن ذلك “يؤدي إلى تقويض أسس العيش المشترك ضمن جغرافيا وطنية واحدة”.
ورأى أن “استمرار هذه الممارسات يدفع بسوريا نحو مزيد من التشظي والتفتت على المستويين السياسي والاجتماعي، ويضع جميع المكونات السورية أمام تحدٍّ خطير وممنهج، سواء كان ذلك بشكل جماعي أو فردي”.
ويأتي ذلك بينما لم تنفّذ دمشق والإدارة الذاتية الكردية بعد بنود اتفاق تم التوصل إليه قبل أربعة أشهر.
وتضمن الاتفاق الذي وقّعه الشرع مع عبدي، قائد قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، في 10 آذار/مارس برعاية اميركية، بنودا عدّة نصّ أبرزها على “دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز”.
لكنّ الإدارة الذاتية وجّهت لاحقا انتقادات الى السلطة على خلفية الإعلان الدستوري ثم تشكيل حكومة قالت انها لا تعكس التنوّع. وطالبت القوى الكردية الشهر الماضي بدولة “ديموقراطية لامركزية”، ردّت عليها دمشق بتأكيد رفضها “محاولات فرض واقع تقسيمي” في البلاد.
وعقد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي اجتماعا بحضور المبعوث الأميركي توم برّاك، الأسبوع الماضي.
وفيما جدّدت دمشق رفضها للفدرالية ودعت القوات الكردية للانضواء في الجيش في أعقاب الاجتماع، دعت الإدارة الذاتية مجددا إلى نظام لامركزي موسع يحافظ على قدر من استقلاليتها.
وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية على مساحات واسعة في شمال سوريا وشرقها، تضمّ أبرز حقول النفط والغاز التي تحتاج دمشق الى مواردها. وتدير مخيمات ومراكز اعتقال تضم مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية، بينهم آلاف الأجانب.
بور-لو/لار/دص
Agence France-Presse ©