رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيون في بروكسل الخميس بقرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على موسكو، في وقت يبدو أنّ الجهود الأميركية لإنهاء الحرب وصلت إلى طريق مسدود.
وقال زيلينسكي للصحافيين في منشور على منصة إكس “هذه رسالة قوية وضرورية تؤكد أنّ العدوان لن يبقى بدون رد”.
وأضاف لدى وصوله إلى قمة قادة الاتحاد الأوروبي، بعد ساعات على إعلان التكتل والولايات المتحدة عقوبات تستهدف صناعتي النفط والغاز الروسيتين، “هذا مهم للغاية”.
من جانبها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس “نحن سعداء للغاية بالمؤشرات التي نتلقاها من الولايات المتحدة”. وأضافت “يعدّ توافقنا بشأن هذه القضية إشارة مهمة”.
والأربعاء، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استيائه حيال نظيره الروسي فلاديمير بوتين، معلنا فرض عقوبات “هائلة” على القطاع النفطي الروسي.
وقال ترامب، الذي رفض لعدة أشهر اتخاذ قرار بشأن هذه العقوبات، إن محادثاته مع الرئيس الروسي “عقيمة”، وذلك بعد تأجيل لقاء كان مقررا بينهما في بودابست إلى أجل غير مسمى.
وقال “في كل مرّة أتحدث مع فلاديمير، أجري محادثات جيدة لكنها تبقى عقيمة” في نهاية المطاف إذ لا تفضي إلى أي اختراق.
وتتضمن العقوبات تجميد أصول شركتي النفط الروسيتين العملاقتين روسنفت ولوك أويل في الولايات المتحدة ومنع كل الشركات الأميركية من التعامل معهما.
والخميس، ارتفعت أسعار النفط الخام أكثر من 5 في المئة، مدفوعة بالتدابير والتحرّكات الأميركية والأوروبية، التي من المرجح أن تحد من العرض في سوق النفط.
ونددت روسيا بالعقوبات الأميركية، مؤكدة أنّها “ستأتي بنتائج معاكسة”، ومشيرة إلى أنّ نتيجتها “ستكون كارثية على صعيد السياسة الداخلية (الأميركية) وسلبية بالنسبة إلى استقرار الاقتصاد العالمي”.
كذلك، أعربت الصين عن معارضتها لهذه الإجراءات.
واستهدف الأوروبيون القطاع النفطي الروسي، عبر إعلانهم مساء الأربعاء عن مجموعة جديدة من العقوبات ضد موسكو، هي الـ19 منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وتشمل العقوبات وقفا كاملا لواردات الغاز الطبيعي المسال الروسي بحلول نهاية العام 2026، وتدابير إضافية ضد أسطول ناقلات النفط الشبح الذي تستخدمه موسكو للالتفاف على العقوبات الغربية.
وتوفّر تجارة النفط عبر هذا الأسطول الشبح “أكثر من 30 مليار يورو” للميزانية الروسية، كما تسمح بتمويل “30 إلى 40 في المئة من آلتها الحربية” ضد أوكرانيا، بحسب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته أثناء زيارته البيت الأبيض الأربعاء، أنّ هذا الضغط الجماعي المتزايد على موسكو قد “يغيّر حسابات” فلاديمير بوتين و”يقوده إلى طاولة المفاوضات” للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال “أنا مقتنع تماما بأنّ ذلك ربما لا يكون اليوم أو غدا، لكننا سنصل إلى هناك”.
– قلق بلجيكي –
منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، يسعى الأوروبيون إلى استخدام أصول المصرف المركزي الروسي المجمدة في أوروبا.
وتتمثل الفكرة في إقراض كييف 140 مليار يورو من الأصول الروسية التي تبلغ قيمتها حوالى 210 مليار يورو.
غير أنّ هذه العملية غير المسبوقة لن تكون بلا مخاطر، خصوصا بالنسبة إلى بلجيكا حيث تخضع الأصول الروسية لسيطرة شركة يوروكلير البلجيكية. وحتى الآن، أبدت بلجيكا ترددا وخوفا من أن تُترك وحدها لتدفع الثمن في حال حدوث أي مشكلة.
ويشدد رئيس حكومتها بارت دي ويفير على ضرورة وضع بند تضامن موثوق بين الدول الـ27.
والخميس، هدد بعرقلة العملية برمّتها، إذا لم يكن راضيا عن الشروط التي وضعها.
وقال لدى وصوله للمشاركة في القمة، “أريد تقاسم المخاطر بشكل كامل”، مؤكدا أنّه في حال حدوث مشكلة، فإنّ “العواقب لا يمكن أن تقع على بلجيكا وحدها”.
وطالب بتنفيذ هذه العملية في بلدان أخرى متحالفة مع كييف.
وقال “نعلم أنّ هناك مبالغ ضخمة من الأموال الروسية في دول أخرى لم يتم الإفصاح عنها”.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس “أشاركه مخاوفه، ولكنه يريد التوصل إلى حل مشترك، ولذلك أعتقد أننا سنحقق تقدما اليوم (الخميس)”.
مع ذلك، لم تمنع هذه التحرّكات روسيا من مواصلة قصف أوكرانيا.
وأعلنت السلطات الأوكرانية أنّ ضربات روسية نُفذت بين ليل الاربعاء وصباح الخميس أدت إلى مقتل أحد عناصر الإنقاذ وتعطيل حركة السكك الحديد وإلحاق أضرار بكنيس يهودي.
وقُتل صحافيان أوكرانيان وأُصيب ثالث بجروح الخميس، في ضربة بطائرة مسيرة روسية استهدفت مدينة كراماتورسك في شرق أوكرانيا، بحسب ما أعلنت وسيلة الإعلام التي يعملان لديها ومسؤولون محليون.
اوب/ناش/ب ق
Agence France-Presse ©






