تنوي إسرائيل ترحيل قرابة 75 ناشطا من اليونان وفرنسا وإيطاليا كانوا على متن “أسطول الصمود العالمي” الذي اعترضته قوّاتها البحرية خلال توجّهه لنقل المساعدات إلى غزة، الإثنين إلى أثينا، بحسب ما أفادت وزارات خارجية البلدان الثلاثة في بيانات منفصلة.
وقال وزير الخارجية اليوناني الأحد إن 27 يونانيا كانوا على متن الأسطول سيعودون الإثنين إلى البلاد.
وأفاد الوزير في بيان بأن وفدا من السفارة اليونانية زار الناشطين السبعة والعشرين الموقوفين في إسرائيل.
وأوضح “كلّهم بصحّة جيّدة ويتلقّون الدعم اللازم”.
وأشار إلى أن “رحلة خاصة ستقلع من مطار رامون الدولي بالقرب من إيلات لإعادة المواطنين اليونانيين بأمان إلى أثينا (الإثنين)”.
وأقيمت تظاهرات متفرّقة الأحد في العاصمة اليونانية أثينا.
واحتشد عشرات الأشخاص أمام السفارة الإسرائيلية في أثينا إحياء لذكرى هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 التي أشعلت فتيل الحرب في غزة.
وأقيم بالتوازي تجمّع لنحو مئة شخص مؤيّدين للفلسطينيين أبقتهم شرطة مكافحة الشغب على مسافة آمنة، وفق ما أفاد أحد مراسلي وكالة فرانس برس.
وشارك نحو ألف شخص في تظاهرة منفصلة مؤيّدة للفلسطينيين أقيمت في ساحة سينتاغما.
ونظّمت خلال نهاية الأسبوع تظاهرات من هذا القبيل في مدن أوروبية عدّة خصوصا بعد اعتراض البحرية الإسرائيلية “أسطول الصمود العالمي” الذي كان يحمل مساعدات إلى غزة.
وانطلق الأسطول مطلع أيلول/سبتمبر من إسبانيا مع حوالى 45 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة مثل السويدية غريتا تونبرغ، وبينهم سياسيون ولا سيما النائبة الأوروبية الفرنسية ريما حسن، وتحمل حليب أطفال ومواد غذائية ومساعدات طبية إلى قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي صارم حيث تقول الأمم المتحدة إن المجاعة تتفشى.
وبدأت البحرية الإسرائيلية اعتراض السفن الأربعاء. وأفاد مسؤول إسرائيلي الخميس بتوقيف أكثر من 400 ناشط كانوا على متن السفن التي اعتُرضت. وباشرت إسرائيل ترحيل الناشطين الذين أوقفتهم.
– العودة “في أقرب الآجال” –
وفي فرنسا، كتب باسكال كونفافرو الناطق باسم وزارة الخارجية في منشور على اكس “بعد زيارة قنصلية أولى الجمعة… وثانية الأحد في سجن كتسيعوت، تسنّى لطواقمنا لقاء مواطنينا الذين هم في حالة جيّدة”.
وأضاف أن الفرق “تجري متابعة فردية وهي على تواصل حثيث مع عائلاتهم لإطلاعهم على الوضع والرسائل المنقولة من ذويهم”.
وأوضح الناطق باسم الخارجية الفرنسية أن بعض هؤلاء الفرنسيين الثمانية والعشرين “تسجّلوا بجنسيات أخرى (أميركية أو سويدية أو تونسية أو تركية). وستعمّم اللائحة الشاملة غدا صباحا”.
وتنوي إسرائيل ترحيل الناشطين الفرنسيين إلى اليونان.
والأحد، أعرب حزب فرنسا الأبيّة (اليسار الراديكالي) عن قلقه من عدم تلقّيه أنباء عن أربعة برلمانيين ينتمون له كانوا على متن الأسطول هم النائبان الفرنسيان فرنسوا بيكمال وماري ميسمور والنائبتان الأوروبيتان ريما حسن وإيما فورو.
وقالت النائبة في الحزب مانون أوبري عبر أثير “فرانس انتر” إن “الوقت قد حان كي تتحرّك فرنسا”.
وتبقى الأولوية “عودة مواطنينا إلى فرنسا في أقرب الآجال”، على ما أوضح الناطق باسم الخارجية الفرنسية.
وفي المجموع، شارك 30 فرنسيا في “أسطول الصمود العالمي”.
– ساعات “حاسمة” –
وفي إيطاليا، كتب وزير الخارجية أنتونيو تاياني في منشور على “اكس” أن “الإيطاليين الخمسة عشر من الأسطول المتبقّين في إسرائيل سيعدون غدا على متن رحلة تجارية متّجهة إلى أثينا. وستوفّر لهم القنصلية دعما خلال مغادرتهم ثمّ وصولهم إلى اليونان ونقلهم إلى إيطاليا”.
وخلافا لدفعة أولى من 26 إيطاليا غادروا إسرائيل السبت، توجّب على الإيطاليين الـ15 المتبقّين انتظار ترحيلهم القضائي، بعدما رفضوا التوقيع على استمارة تحريرهم الطوعي.
وندّد نشطاء إيطاليون من الأسطول بعد عودتهم السبت إلى روما حيث كان في استقبالهم حوالى مئتي شخص في مطار فيوميتشينو بظروف اعتقالهم والمعاملة المهينة التي تلقّوها من السلطات الإسرائيلية.
وقال سافيريو تومازي الصحافي في موقع “فانبايج” الإخباري، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنسا “عوملنا كقرود كبيرة في سيركات العشرينات من القرن الماضي”، كاشفا أنه تلقّى ضربات على العنق والرأس.
وأشار تاياني إلى ساعات مقبلة “حاسمة لتعزيز جهود السلام التي بذلتها الإدارة لأميركية”.
وقال “السلام هدفنا الأقصى الذي لا غنى عنه”، داعيا إلى “التزام كامل من الجميع” بمسار “بناء دولتين لشعبين: إسرائيلي وفلسطيني”.
بور/م ن/سام
Agence France-Presse ©