أعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن 89 شخصا على الأقل قتلوا خلال 10 أيام، جراء هجمات نسبتها إلى قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك المحاذي لها.
وتفرض قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، حصارا منذ أيار/مايو من العام ذاته على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان.
وقال جيريمي لورنس، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، “شهدت مدينة الفاشر المحاصَرة ومخيمُ أبو شوك… هجماتٍ وحشية شنّتها قوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 89 مدنياً خلال عشرة أيام حتى 20 آب/أغسطس”.
وأكد خلال إحاطة صحافية في جنيف خشيته من “أن يكون العدد الفعلي للضحايا المدنيين أعلى من ذلك بكثير”، مشددا على أن “هذه الهجمات غير مقبولة ويجب أن تتوقف فوراً”.
وأعرب لورنس عن “صدمة” نظرا الى أنه في آخر الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، قضى 16 منهم على ما يبدو في “عمليات إعدام بإجراءات موجزة. وقد قُتل معظمهم في مخيم أبو شوك، وكانوا ينتمون إلى قبيلة الزغاوة ذات الأصول الإفريقية”.
واعتبر أن “هذا النمط من استهداف المدنيين والقتل المتعمد يشكّل انتهاكاً جسيماً للقانون الإنساني الدولي، ويؤكد مخاوفنا العميقة من تصاعد العنف بدوافع إثنية”.
الى ذلك، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن الفاشر تعاني “أزمة انسانية وصحية حادة” بسبب النزاع المسلح والحصار والنزوح.
وأشار المتحدث باسم منظمة الصحة كريستيان ليندماير الى أن المدنيين يواجهون نقصا حادا في الغذاء وتزايد حالات الوفاة جراء سوء التغذية، ونقصا حادا في توافر الخدمات الصحية.
ولفت الى أن “إقليم دارفور يشهد تفشيا واسعا للكوليرا طال المجتمعات ومخيمات النزوح، ما يسبب ضغطا إضافيا على خدمات ضعيفة أساسا”.
وأكد ليندماير أن كل ولايات السودان الـ18، تسجل حالات إصابة بالكوليرا. ووصل عدد الحالات المسجلة الى 48768، وعدد الوفيات الى 1094، حتى 11 آب/أغسطس الجاري.
والكوليرا هي عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن استهلاك الأطعمة أو المياه الملوّثة، بحسب منظمة الصحة التي تعتبرها “مؤشرا لعدم الإنصاف وانعدام التنمية الاجتماعية والاقتصادية”.
وتقول المنظمة إن المرض “يمكن أن يكون مميتا في غضون ساعات إن لم يُعالج”، لكن يمكن معالجته “بالحقن الوريدي ومحلول تعويض السوائل بالفم والمضادات الحيوية”.
رجم/كام/دص
Agence France-Presse ©