أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 44 فلسطينيا على الأقل منذ فجر الخميس بينهم 25 سقطوا في مدينة غزة وحدها في قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على القطاع الذي دمرته حرب مستمرة منذ نحو عامين.
وكثفت إسرائيل في الأيام الأخيرة ضرباتها في محيط مدينة غزة التي تستعدّ لشنّ هجوم بهدف السيطرة عليها.
وتمضي الدولة العبرية في خطة السيطرة على أكبر مدن القطاع، رغم تزايد الضغوط الدولية والداخلية التي تدعوها لإنهاء الحرب في غزة حيث أعلنت الأمم المتحدة المجاعة الشهر الماضي.
الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي مدينة غزة “منطقة قتال خطيرة” وأكد أن لا بد من إخلائها.
واعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إخلاء المدينة “مستحيلا”، مؤكدة أن الخطط لذلك “غير قابلة للتنفيذ”.
وأكد محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني لوكالة فرانس برس الخميس سقوط “44 شهيدا منذ فجر اليوم بقصف الاحتلال المتواصل والعنيف على قطاع غزة”، من بينهم 25 قتيلا في مدينة غزة وحدها.
وخلف قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لخيمة للنازحين في محيط دوار أبو مازن غرب مدينة غزة، مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة اطفال وجميعهم من عائلة البسوس.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس إنه ينظر في تقارير تتضمن توقيت هذه الهجمات وإحداثياتها.
وقالت هيام البسوس “أطفال، أطفال، ماذا فعلوا هؤلاء الأبرياء؟ ماذا فعلوا لدولة إسرائيل؟ هل حملوا سكينا أو سلاحا؟”.
وأظهرت لقطات وكالة فرانس برس خيما لنازحين وقد تناثرت محتوياتها على الأرض وبدا بعضها محترقا وملطخا بالدماء وسط ذهول عدد من الأطفال.
وضاقت أرضية غرفة المشرحة في مستشفى الشفاء بالجثامين، فيما أدى رجال في الخارج الصلاة على عدد منها.
وفي وسط القطاع، قُتل 7 أشخاص ، بينهم 3 أطفال، في غارة جوية شنتها المقاتلات الحربية الإسرائيلية على خيمة لعائلة أبو العيش غرب مخيم النصيرات، وفق الدفاع المدني.
وقال المسن يوسف سليمان الذي فقد ابن شقيقته وزوجته وطفليهما في الغارة إن الضربة وقعت الساعة الرابعة فجرا.
وأضاف “قصفوا الأرض التي نسكن فيها، استشهد ابن اختي وزوجته ووولداهما، ذهبت الخيمة ومن فيها”.
وبحسب سليمان الذي كان يتفقد موقع الضربة “الوضع كان صعب جدا”.
تفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن نحو مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها، أي في المنطقة التي قالت المنظمة الدولية في نهاية آب/أغسطس إنّها تشهد مجاعة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 64231 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.
ولا يمكن لفرانس برس التثبت بصورة مستقلة من معلومات الجيش الإسرائيلي أو الدفاع المدني الفلسطيني في ظل القيود على عمل الصحافيين في غزة وصعوبة بلوغ المواقع المستهدفة.
مي/ها/ب ق
Agence France-Presse ©