حمَلَ الفكاهي ستيفن كولبير بقوة على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين، خلال أول حلقة من برنامجه “ذي ليت شو” The Late Show منذ إعلان شبكة “سي بي إس” عزمها على وقفه، مؤكدا أن “المواجهة فُتِحَت”.
واتهم كولبير المحطة التي ألغت برنامجه بالسعي إلى إرضاء ترامب لأسباب تجارية، متوجها إلى الرئيس بالقول “تبا لك!”.
وحُدِّد أيار/مايو 2026 موعدا لوقف “ذي ليت شو”، وهو برنامج تلفزيوني أميركي شهير انطلق عام 1993 وكان يقدمه ديفيد ليترمان، بحسب إعلان مفاجئ من شبكة “سي بي إس” الأسبوع الفائت.
وتسعى مجموعة “باراماونت” المالكة منذ 2019 لشبكة “سي بي إس” إلى إتمام عملية اندماج مع استديوهات “سكاي دانس” للإنتاج السينمائي لإنشاء شركة موحدة تبلغ قيمتها نحو ثمانية مليارات دولار، لكنّ الصفقة تتطلب موافقة لجنة الاتصالات الفدرالية التي يُعد رئيسها حليفا لترامب.
وأعلنت “سي بي إس” عزمها على “ذي ليت شو” بعد ثلاثة أيام من انتقاد ستيفن كولبير لها لإبرامها تسوية لدعوى قضائية مع الرئيس.
واتهم مقدم البرنامج “سي بي إس” بدفع ما وصفه بـ”رشوة كبيرة” قدرها 16 مليون دولار لترامب في الدعوى التي رفعها ضد المحطة بتهمة تعديل مُضلِّل لمقابلة مع منافسته الديموقراطية في الانتخابات الرئاسية عام 2024 كامالا هاريس ضمن برنامج “60 مينتس” (“60 دقيقة”).
وأعرب ترامب عن ارتياحه لصرف أحد أبرز منتقديه، وكتب على منصته تروث سوشال “يسعدني أن كولبير طُرد”.
– “واشنطن إبستينز” –
وقال كولبير مازحا في حلقة الاثنين إن حلمه، منذ بداياته كفكاهي ارتجالي في شيكاغو في ثمانينات القرن المنصرم، كان دائما أن يرى رئيسا يحتفل خلال ولايته بنهاية مسيرته المهنية.
كذلك اعتبر أن لا صحة لتعليل “سي بي إس” إلغاء برنامجه بأنه “قرار مالي بحت”. ولمّحت الشبكة في تسريب خلال عطلة نهاية الأسبوع لم يُذكر اسم من صرّح به، إلى أن برنامج كولبير خسر 40 مليون دولار العام الفائت.
وعلّق كولبير مازحا بأنه يستطيع تبرير الخسارة السنوية البالغة 24 مليون دولار، لكنه ليس مسؤولا عن الـ 16 مليون دولار المتبقية، في إشارة إلى قيمة الصفقة بين شبكة “سي بي إس نيوز” وترامب.
وخلال كلمته الافتتاحية خلال حلقة الاثنين، سخر من طلب ترامب إعادة تسمية فريق “واشنطن كوماندرز” لكرة القدم الأميركية إلى اسمه السابق “واشنطن ريدسكينز” الذي يرى فيه البعض إهانةً للأميركيين الأصليين.
وأظهرت فقرة فكاهية بعد ذلك ترامب ساعيا إلى تسمية الفريق “واشنطن إبستينز”، في إشارة إلى رجل الأعمال المدان بالتحرش جنسيا بقاصرات جيفري إبستين الذي كانت تربطه صداقة بترامب في التسعينات.
وبعد تطرق كولبير إلى النهاية الوشيكة لبرنامج “ذي ليت شو”، وتأكيده أن ثمة من قتل برنامجه ولكن لم يقتله هو، عرض كولبير تحقيقا مصورا عن صداقة ترامب وإبستين، معتمدا أسلوبه المألوف وهو نبرة جادة ظاهريا ممزوجة بالفكاهة والتلميحات.
وخارج مسرح “إد ساليفان ثياتر” في مانهاتن حيث كان يُصوَّر البرنامج، رفع متظاهرون لافتات كُتب عليها “ابق يا كولبير! يجب أن يرحل ترامب!”.
– “لعنة على سي بي إس” –
وقالت إليزابيث كوت وهي مُعلِّمة تبلغ 48 عاما لوكالة فرانس برس “إنه أمر مريع حقا أن نصل إلى هذه المرحلة في هذا البلد، حيث تشعر الشركات بضرورة الإطاعة سلفا”.
وأعربت الضيفة الرئيسية في حلقة الاثنين الممثلة ساندرا أو عن دعمها للفكاهي بإلقائها “لعنةً على +سي بي إس+ و+باراماونت+”.
وبرز ستيفن كولبير بدايةً في شخصيته الكوميدية ضمن برنامج “ذي ديلي شو”، وهي عبارة عن صحافي مزيّف مُحافظ يمثّل صورة كاريكاتورية عن المُعلِّقين اليمينيين.
ثم أطلق برنامجه الخاص على قناة “كوميدي سنترال” عام 2005، وواصل فيه تجسيد هذه الشخصية، قبل أن يحصل عام 2015 على أحد أكثر المواقع المرغوبة في التلفزيون الأميركي كمُقدّم لبرنامج “ذي ليت شو” على قناة “سي بي إس”.
وتخلى كولبير عن الشخصية التي كان يجسّدها ليصبح واحدا من أكثر الوجوه المضحكة والمحترمة على الشاشة الصغيرة. وخلال الجائحة، كان حضوره مطمئنا لملايين الأميركيين، إذ استمر في البث من غرفة في منزله إلى جانب زوجته إيفلين.
وعلى مدار العقد المنصرم، أصبح أيضا ناقدا لاذعا لترامب، يسخر من الرئيس في كل ما يقوله ويفعله.
وفي نهاية تسجيل البرنامج الاثنين، اختتم كولبير حديثه مخاطبا جمهوره بالقول “سأفتقدكم”.
غو-جس/ب ح/الح
Agence France-Presse ©