قُتل قيادي عراقي من تنظيم الدولة الاسلامية خلال عملية إنزال جوي نفذتها قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر أمني الأربعاء.
وأفاد المصدر بأن “قوات التحالف نفّذت عملية إنزال جوي استهدفت منزلا في بلدة أطمة”، القريبة من الحدود التركية، وأدت الى مقتل صلاح نومان، وهو “عراقي الجنسية وقيادي في تنظيم داعش”.
ووصف نومان بأنه “أحد أخطر المطلوبين لضلوعه في تنشيط وتحريك خلايا التنظيم داخل سوريا”.
ولم يصدر التحالف أي بيان بشأن العملية بعد. لكن ثلاثة شهود عيان بينهم مالك المبنى حيث أقام نومان، قالوا لوكالة فرانس برس إن العملية جرت فجرا واستمرت لنحو ساعتين، وتخللها تحليق طائرات وإطلاق رصاص.
وبحسب التلفزيون الرسمي، عند اقتحام المنزل، قفز القيادي المستهدف “من الشرفة إلى الحديقة الخلفية، لكنّ قوات التحالف طوّقت المكان وأطلقت النار عليه، ما أدى إلى مقتله على الفور”.
وكان نومان يقيم مع والدته وعائلته في الطابق العلوي من مبنى مؤلف من طابقَين.
وقال مصدر أمني عراقي، من دون الكشف عن هويته، لفرانس برس إن المستهدف هو شقيق قيادي بارز من تنظيم الدولة الإسلامية قتل عام 2020 بضربة للتحالف الدولي في محافظة دير الزور (شرق).
وأفاد بأن الاستخبارات العراقية شاركت معلومات مع التحالف الدولي قبيل تنفيذ العملية التي أسفرت عن “اعتقال زوجاته بينما تمّ ترك والدته وطفله”.
وقال محمّد الشيخ، مالك المبنى والمقيم في الطابق الأرضي لفرانس برس “عند الساعة الثانية والنصف تقريبا بعد منتصف الليل، سمعنا أصواتا، وخرجنا، وكان التحالف في الخارج وينادون استسلم وارفع يديك”.
وأضاف “سلمت نفسي وكنت أول من خرج من المنزل، وبدأت أنادي على أهلي، واحدا تلو الآخر، وكانت لهجة المترجم عراقية”.
وقال إن عناصر من التحالف عصبوا عيون أفراد العائلة واصطحبوهم الى مكان يبعد مئتي متر عن المنزل، وسألوهم عن أسمائهم وأعمارهم وأخذوا عينات من لعابهم وبصماتهم.
وأضاف “سألونا ماذا تعرفون عن الرجل، فأخبرناهم أننا أجّرناه المنزل عن طريق مكتب عقاري ولا صلة بيننا”.
وقال عبد القادر الشيخ المقيم في منزل مجاور إن الشخص المستهدف يقيم في المنزل منذ عامين، وكان عقد الإيجار باسم والدته، مضيفا “لم نكن نتعاطى معه أو يتعاطى معنا”.
وغالبا ما ينفّذ التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضربات في شمال غرب سوريا، تسفر عن مقتل قياديين في التنظيم، بينها ضربة في حزيران/يونيو الماضي. وقتل ثلاثة من قادة التنظيم السابقين في إدلب، اثنان منهم بضربات للتحالف.
وبعد سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق عام 2014، تعرّض التنظيم المتطرف لانتكاسات متتالية حتى هزيمته عام 2019 في سوريا، لكن عناصره الذين انكفأوا إلى البادية، يواصلون تنفيذ هجمات بين الحين والآخر تستهدف جهات عدة.
بورز-لو/لار/الح
Agence France-Presse ©