أعلنت كولومبيا الاثنين استدعاء سفيرها لدى الولايات المتحدة، بعدما قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف المساعدات وهدد بفرض رسوم جمركية عقابية على بوغوتا، في ظل خلاف علني حاد مع نظيره غوستافو بيترو.
ووصل التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وكولومبيا إلى مستوى غير مسبوق بعد تصريحات حادة لترامب، الذي توعد الأحد كولومبيا بإنهاء المساعدات المخصصة للدولة الواقعة في أميركا الجنوبية وفرض رسوم جمركية عليها، متهما نظيره اليساري بأنه “زعيم تجارة مخدرات”.
وقال ترامب إنه سيعلن الاثنين عن عقوبات تجارية جديدة تستهدف كولومبيا، غداة إعلان وزارة الدفاع الأميركية عن تدمير زورق يُشتبه بأنه يستخدم لتهريب المخدرات في المياه الدولية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.
وأوضح وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن القارب كان تابعا لجماعة جيش التحرير الوطني المسلحة في كولومبيا، مشيرا إلى أن العملية جاءت بعد هجوم سابق استهدف غواصة ونجا منه شخصان، أحدهما كولومبي.
وردّ الرئيس الكولومبي بانتقاد حاد للحملة الأميركية في الكاريبي ضد تهريب المخدرات، متهما ترامب بـ”القتل” و”انتهاك سيادة كولومبيا”.
وأعلنت وزارة الخارجية الكولومبية الاثنين أن السفير دانييل غارسيا بينيا عاد إلى بوغوتا، مشيرة إلى أن حكومة بيترو ستصدر بيانات إضافية لاحقا.
وتُعدّ كولومبيا أكبر متلق للمساعدات الأميركية في أميركا الجنوبية، إذ حصلت عام 2023 على حوالى 740 مليون دولار، خُصص نصفها لمكافحة تهريب المخدرات.
لكن تبادل الاتهامات العلني بين الجانبين أوصل علاقاتهما، بحسب مراقبين، إلى أسوأ مستوى منذ عقود. فالشهر الماضي، أعلنت واشنطن سحب تصنيف كولومبيا كحليف في الحرب على المخدرات، وردّت بوغوتا بوقف شراء الأسلحة من الولايات المتحدة، أكبر مورّد لها.
ومنذ وصوله إلى السلطة عام 2022، يدعو بيترو إلى تغيير جذري في مقاربة الحرب على المخدرات التي تقودها واشنطن، بالتركيز على معالجة الأسباب الاجتماعية للاتجار بالمخدرات بدلا من الاعتماد على القمع والإبادة القسرية للمحاصيل.
وخلال ولايته، زادت مساحات زراعة الكوكا، المادة الخام لإنتاج الكوكايين، بنحو 70 في المئة وفق تقديرات الحكومة الكولومبية والأمم المتحدة.
بور/س ح-ع ش/غ ر
Agence France-Presse ©