شنّت إسرائيل غارات على جنوب لبنان الخميس، بحسب الإعلام الرسمي، بينما قال جيش الدولة العبرية إنها استهدفت مخازن أسلحة لحزب الله، بعد نحو عام على اندلاع مواجهة مفتوحة بين الطرفين.
وتبادلت إسرائيل والحزب القصف عبر الحدود لنحو عام عقب اندلاع الحرب في قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وتحولت المواجهة في أواخر أيلول/سبتمبر 2024، حربا مدمّرة استمرت قرابة شهرين تلقى فيها الحزب خسائر باهظة على صعيد بنيته العسكرية والقيادية. وعلى رغم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، تواصل إسرائيل غاراتها.
وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن ضربات الخميس استهدفت قرية ميس الجبل الحدودية، ودبين، وبلدة كفرتبنيت التي شهدت نزوحا للسكّان، وبلدة الشهابية. كما تعرض “منزل خالٍ” في بلدة برج قلاويه لغارة.
وأعلنت وزارة الصحة عن إصابة شخص بجروح جراء الغارة على ميس الجبل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف “مستودعات أسلحة تابعة لقوة الرضوان في حزب الله الإرهابي”، في إشارة الى وحدة النخبة في الحزب.
وأضاف “شكّل وجود الوسائل القتالية المستهدفة انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان معرضًا سكان المنطقة للخطر”، مؤكدا أنه سيواصل “العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل”.
– 4500 خرق –
وكان الجيش الإسرائيلي أنذر السكان بالمغادرة قبل الغارات.
ودعا رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بعد هذه التحذيرات “المجتمع الدولي، ولا سيّما الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورا”، وفقا لبيان صادر عن مكتبه.
من جهته، انتقد رئيس الجمهورية جوزاف عون في بيان “صمت الدول الراعية” لاتفاق وقف النار باعتباره “تقاعسا خطيرا يشجع على هذه الاعتداءات”.
أضاف “آن الأوان لوضع حد فوري لهذه الانتهاكات السافرة لسيادة لبنان”.
ونصّ الاتفاق الذي يسري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر وتمّ التوصل إليه برعاية أميركية وفرنسية، على تراجع حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية.
ونصّ الاتفاق كذلك على وقف العمليات الحربية وانسحاب إسرائيل من المواقع التي تقدّمت اليها. الا أن الدولة العبرية أبقت قواتها في خمس تلال، وتشنّ غارات تقول إنها تستهدف عناصر ومخازن أسلحة لحزب الله، مؤكدة أنها لن تسمح له بترميم قدراته بعد الحرب.
وتطالب بيروت بالضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق.
وقال الجيش اللبناني الخميس إن الجيش الإسرائيلي “واصل… خروقاته التي فاق عددها 4500 خرق منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ”.
وأكد أن ذلك يعيق “انتشار الجيش في الجنوب واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطته ابتداء من منطقة جنوب الليطاني”.
وكانت الحكومة اللبنانية قررت في آب/أغسطس تجريد حزب الله من سلاحه بحلول نهاية العام، على وقع ضغوطات أميركية وتهديدات بتوسيع اسرائيل لضرباتها. ووضع الجيش هذا الشهر خطة لذلك.
ورفض حزب الله هذا القرار.
وعقب غارات الخميس، قال النائب عن حزب الله حسن فضل الله إن “لبنان دولة وشعبا لم يعد بحاجة إلى دليلٍ إضافي أنه لا توجد أي ضمانات دولية أو دبلوماسية لكبح الارهاب الإسرائيلي”.
لو/غ ر/كام
Agence France-Presse ©