ينتخب سكان نيويورك الثلاثاء رئيسا جديدا لبلدية مدينتهم في وقت بينت فيه استطلاعات الرأي أن الأوفر حظا فيها هو زهران ممداني المعارض الشرس لدونالد ترامب، وهو مسلم من أصل هندي يبلغ 34 عاما وينتمي للجناح اليساري للحزب الديموقراطي.
وجدد الرئيس الأميركي هجومه على ممداني، داعيا الناخبين اليهود إلى التصويت ضده، ووصفه بأنه “يكره اليهود”، وفق منشور على منصة تروث سوشال.
وكتب الرئيس الأميركي “أي شخص يهودي يصوّت لزهران ممداني … هو شخص غبي!”، مضيفا ممداني المعروف بدفاعه القوي عن القضية الفلسطينية “يكره اليهود”.
وكان ممداني دائما هدفا للهجمات بسبب مواقفه من إسرائيل والحرب في غزة، لكنه لم يتراجع عنها، مؤكدا في الوقت نفسه خلال حملته رفضه القاطع لمعاداة السامية وسعيه لطمأنة المجتمع اليهودي.
فتحت مراكز الاقتراع في السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (11,00 بتوقيت غرينتش)، على أن تتواصل عمليات التصويت حتى التاسعة مساء (02,00 ت غ الأربعاء).
وتُمثل هذه الانتخابات وهي من دورة واحدة، أول اختبار انتخابي لترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير.
ومنذ أشهر، تُظهر استطلاعات الرأي تقدّم ممداني في نوايا التصويت، وقد بيّن استفتاء حديث تقدم هذا المرشّح بما بين 4,5 و16 نقطة على أندرو كومو الذي يخوض الانتخابات كمرشح مستقل بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية لحزبه أمام ممداني.
أما مرشح الحزب الجمهوري كورتس سليوا (71 عاما) الذي جاء ثالثا في الاستطلاعات، فلديه ماض لافت فهو كثير الظهور في الإعلام ومؤسس مجموعة “الملائكة الحارسة” التطوعية ومحب للقطط.
وقال دونالد ترامب إن “التصويت لكورتيس سليوا يعني التصويت لممداني”.
وأدلى حوالى 735,300 ناخب بأصواتهم مبكرا، وهو عدد أكبر بأربع مرات مما كان عليه في الانتخابات البلدية الأخيرة عام 2021 والتي شارك فيها في المجموع 1,15 مليون شخص (نسبة المشاركة بلغت 23,3%).
وأدلى ممداني بصوته برفقة زوجته راما دوجي في مركز اقتراع داخل مبنى بلدي في حي أستوريا الشعبي في كوينز، معقله الانتخابي.
وقال أمام الصحافيين “نحن على وشك أن نصنع التاريخ (…) وأن نودّع سياسة الماضي”.
ويجذب التصويت المبكر، وهو اتجاه حديث في نيويورك، ناخبين جددا، لكنه “قد يكون أيضا علامة على الحماسة الكبيرة لمرشح ما أو القلق بشأن نتائج الانتخابات”، وفق ما قال جون كاين من جامعة نيويورك.
ودُعي أكثر من خمسة ملايين ناخب، أكثر من 60% منهم ديموقراطيون، للتصويت لانتخاب رئيس البلدية الـ111 لأكبر مدينة في الولايات المتحدة، على أن يتولى منصبه في 1 كانون الثاني/يناير.
– هجمات ترامب –
وتتوافق طروحات زهران ممداني (خصوصا بشأن ضبط الإيجارات ومجانية حافلات النقل ودور الحضانة) أكثر مع المبادئ الديموقراطية الاشتراكية.
وفي حين نشر الرئيس الجمهوري الجيش في العديد من معاقل الديموقراطيين (بورتلاند وشيكاغو وواشنطن وممفيس ولوس أنجليس)، تعهّد ممداني بالتصدي “بشراسة” لسياسات ترامب المناهضة للهجرة و”حربه” القضائية ضد أعدائه السياسيين.
من جهته، دعا إيلون ماسك عبر منصته “إكس” إلى التصويت لصالح أندرو كومو بدلا من “مومدومي أو أيا كان اسمه”.
حتى داخل حزبه، لا يوجد إجماع على دعم المرشح. فالعديد من الشخصيات البارزة فيه من بينهم زعيم أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين تشاك شومر لا يصرحون بتأييدهم له، ومن أعلن ذلك كان حذرا للغاية.
ورغم أنه تأخر في تأييد زهران ممداني، فإن زعيم الديموقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز لا يعتقد أنه سيكون “مستقبل” حزبهم، رغم الحماسة التي يثيرها في نيويورك.
ويتّفق الخبراء الذين تحدثت معهم وكالة فرانس برس مع جيفريز مشيرين إلى طبيعة الحياة السياسية في نيويورك مقارنة بسائر أنحاء البلاد.
– مجاملات أوباما –
من جهته، أشاد الرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما بحملة الاشتراكي الشاب خلال مكالمة هاتفية السبت، وفق ما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”. وعلى غرار زهران ممداني، ندد أوباما بالهجمات “المعادية للإسلام” التي شنها بعض مؤيدي أندرو كومو.
وتختار ولاية نيوجيرزي المجاورة أيضا حاكمها المقبل، وهو منصب يتنافس عليه رجل الأعمال الجمهوري جاك سياتاريلي والديموقراطية التي تُعد أكثر اعتدالا ميكي شيريل.
وكانت الولاية تُعد معقلا للديموقراطيين خلال العقد الماضي. لكن في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قلّص دونالد ترامب الفارق بشكل ملحوظ.
كذلك تستعد ولاية فيرجينيا لانتخاب أول حاكمة لها. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الديموقراطية أبيغيل سبانبرغر، العميلة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية، تتقدم بفارق ضئيل على الجمهورية وينسوم إيرل-سيرز، وهي جندية سابقة في مشاة البحرية.
وفي الطرف الآخر من البلاد، يصوت سكان كاليفورنيا لصالح إعادة رسم الخريطة الانتخابية للولاية بما يخدم الحزب الديموقراطي، ردا على مبادرة مماثلة لترامب في تكساس.
بيل/الح-جك-ع ش/ص ك
Agence France-Presse ©






