أوقفت قوات الأمن في كردستان العراق فجر الجمعة السياسي المعارض لاهور شيخ جنكي، وهو ابن عم قياديي أسرة طالباني النافذين في الإقليم المتمتع بحكم ذاتي، بعد ساعات من اشتباكات مسلحة، على ما أفاد مسؤول أمني وكالة فرانس برس.
وكان جنكي في الماضي مسؤولا كبيرا في الاتحاد الوطني الكردستاني أحد الحزبين الكرديين التاريخيين بالإقليم والذي يهيمن على مدينة السليمانية، قبل أن تنشأ خلافات بينه وبين ابنَي عمّه بافل وقباد طالباني.
وقال المسؤول الأمني طالبا عدم الكشف عن هويته نظرا إلى حساسية الملف إن جنكي “سلّم نفسه” فيما “جُرح شقيقه بولاد في ساقه وتم اعتقاله”، في ثاني عملية توقيف لمسؤول معارض في السليمانية، ثاني كبرى مدن كردستان العراق، خلال أقلّ من أسبوعين.
وكان الرجلان محصّنَين في فندق يملكانه في حي راق في السليمانية، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس الذي شاهد في الموقع دخانا أسود يتصاعد من المنطقة بعد حريق اندلع جراء الاشتباكات.
واندلعت قبيل الفجر اشتباكات بين قوات الأمن التي شنّت الهجوم، وعشرات المقاتلين المسلّحين الذين كانوا يحمون الرجلَين فيما سُمعت أصوات إطلاق النار في كل أنحاء المنطقة.
وقال المتحدث باسم محكمة السليمانية القاضي صلاح حسن لوكالة فرانس برس إن القضاء “أصدر الخميس أمر قبض” بحق جنكي وعدد من الأشخاص “بتهمة تشكيل مجموعة لزعزعة الأمن والاستقرار”، مشيرا إلى أنه “قد يُحكم عليه بالسجن مدة لا تقلّ عن سبعة أعوام في حال ثبتت التهمة”.
وأُبعد جنكي تدريجا منذ 2021 عن مركز السلطة وعن المناصب الأمنية التي كان يشغلها جرّاء خلافات مع ابنَي عمّه. وأشار في ذلك العام رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني إلى أنه تعرّض لمحاولة تسميم، موجّها أصابع الاتهام إلى المقربين من جنكي في مجال الأمن.
وأسس جنكي المولود في العام 1975، الجهاز الكردي لمكافحة الإرهاب في السليمانية وأداره لأكثر من عشرة أعوام، قبل أن يتولى رئاسة وكالة استخبارات تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، وفقا لموقعه الالكتروني الخاص.
وتشارك لفترة وجيزة مع ابن عمّه بافل رئاسة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي العام 2024، أسّس حزبه الخاص الذي أطلق عليه اسم “جبهة الشعب” الذي يتمتع اليوم بمقعدَين من أصل 100 في برلمان إقليم كردستان.
وفي حين يقدّم الإقليم نفسه على أنه واحة للاستقرار في بلد بدأ يشهد أخيرا استقرارا نسبيا بعد أربعة عقود من النزاعات، يندد ناشطون ومعارضون بالفساد المستشري فيه وبالتوقيفات التعسفية وانتهاكات حرية التجمع والهجمات على حرية الصحافة.
وفي 12 آب/أغسطس، أوقف السياسي المعارض شاسوار عبد الواحد زعيم حركة الجيل الجديد في منزله في السليمانية ووُضع قيد الاحتجاز في قضية تشهير.
ستر-تجغ/كبج/الح
Agence France-Presse ©