أعلنت شركة أرامكو السعودية الثلاثاء تراجع أرباحها في الربع الثاني من 2025 على أساس سنوي وذلك للربع العاشر تواليا، على وقع تواصل انخفاض أسعار النفط الخام، ما يضع مزيدا من الضغط على درة تاج الاقتصاد السعودي.
وتراجعت أرباح المجموعة العملاقة، سابع أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، والمملوكة بشكل كبير للدولة التي تعد أكبر مصدّر للنفط، بنسبة 22% على أساس سنوي إلى 85 مليار ريال (22,67 مليار دولار) بعد تحقيقها أرباحا قياسية في 2022.
وقالت الشركة في بيان على موقع البورصة السعودية “تداول” إنّ “صافي الدخل بلغ 85 مليار ريال سعودي (22,67 مليار دولار) للربع الثاني من عام 2025، مقارنة مع 109,01 مليار ريال سعودي (29,07 مليار دولار) للربع الثاني من عام 2024″، مشيرة إلى أن سبب ذلك هو “انخفاض أسعار النفط الخام والمنتجات المكررة والكيميائية”.
كما أعلنت الشركة الثلاثاء تراجع أرباحها في النصف الأول من 2025 بنسبة 13,58% على أساس سنوي.
جاء ذلك بعد تراجع أرباح الربع الأول من العام بنسبة 4,6 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من 2024.
وحقّقت أرامكو أرباحا قياسية في 2022 بلغت 161,1 مليار دولار بسبب الارتفاع القياسي في أسعار النفط على وقع الحرب في أوكرانيا، ما سمح للسعودية بتسجيل أول فائض بموازنتها منذ نحو عقد، قبل أنّ تتراجع في العاميين التاليين مع تراجع أسعار النفط.
وانخفضت أرباح أرامكو الصافية بنسبة 12,39 بالمئة في 2024 مقارنة بالعام 2023، للعام الثاني تواليا، بسبب انخفاض أسعار النفط الخام والكميات المباعة.
وخسرت الشركة العملاقة أكثر من 800 مليار دولار من قيمتها السوقية القياسية البالغة 2,4 مليار دولار في 2022. وتدنى سهمها إلى 23,91 ريالا (6,37 دولار) أي بتراجع 25% من سعر طرحها الأول في 2019 و12,2 % من سعر الطرح الثاني في 2024.
– تراجع “متوقع” –
لا تزال أسعار النفط، البالغة راهنا نحو 70 دولارا للبرميل، منخفضة على الرغم من التوترات التي تهز الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب القصيرة الأمد بين إسرائيل وإيران في حزيران/يونيو.
وقال رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين أمين بن حسن الناصر في بيان للشركة إنّ “أساسيات السوق ما زالت قوية، حيث نتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في النصف الثاني من 2025 بأكثر من مليوني برميل يوميًا”.
وأكدّ الخبير في قطاع الطاقة المقيم في الإمارات ابراهيم عبد المحسن أن التراجع كان “متوقعا”.
وقال لوكالة فرانس برس إن “قوى سوق النفط هبوطية أكثر منها صعودية بالنصف الأول من 2025، بسبب تحولات سياسة أوبك+ وعدم اليقين الاقتصادي بسبب الحرب التجارية الأميركية”، وهو ما “أثر على هوامش أرباح شركات النفط ومنها أرامكو”.
تملك الحكومة السعودية وصندوقها السيادي راهنا 98 بالمئة من أسهم أرامكو وتعتمد على إيراداتها لتمويل مشاريع “رؤية 2030” التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرامية إلى تنويع مصادر الدخل وجعل المملكة مركزا للأعمال والسياحة والرياضة. شكّلت العائدات النفطية 62% من إيرادات الموازنة السعودية خلال عامي 2023 و2024.
تمول أرباح أرامكو مشاريع رئيسية بما في ذلك مدينة نيوم المستقبلية المترامية الأطراف في شمال غرب السعودية ومطار عملاق في الرياض ومشاريع سياحية وترفيهية كبرى.
وقال عبد المحسن إنّ “السعودية لديها حيز مالي واحتياطيات قوية قادرة على الدفاع عن الاستقرار المالي ودعم مشاريع التنمية في الأجل القصير”.
– ضغوط مالية –
ولفتت وزارة المالية السعودية في أيلول/سبتمبر الماضي إلى أنها تتوقع عجزا في الميزانية بنسبة 2,3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2025 واستمرار العجز حتى العام 2027.
والخميس، أعلنت وزارة المالية السعودية أنّ عجز الميزانية في الربع الثاني من 2025 بلغ 34,5 مليار ريال (9,2 مليار دولار)، بتراجع 41,1% عن العجز في الربع الأول البالغ 58,7 مليار ريال (15,6 مليار دولار) وهو ما أرجعته إلى “نمو الإيرادات النفطية في الربع الثاني”.
وتوقعت شركة “جدوى” للاستثمار ومقرها الرياض مطلع تموز/يوليو أن يتضاعف عجز الموازنة السعودية.
وقالت في تقريرها الشهري “بسبب انخفاض عائدات النفط، نتوقع أن يتسع عجز الموازنة إلى 4,3% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام” وهو ما يزيد كثيرا عن النسبة المتوقعة البالغة 2,3%.
ويبلغ إنتاج المملكة، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، حاليا 9,2 ملايين برميل يوميا، أي أقل من قدرتها الإنتاجية البالغة 12 مليون برميل.
وقالت “جدوى” إنه من المرجح أن يرتفع إنتاج السعودية النفطي بنسبة 5,5% من متوسط 9 ملايين برميل يوميًا في 2024 إلى متوسط 9,45 مليون برميل يوميًا في 2025″.
كما قالت إنه “من المتوقع أن ينهي الإنتاج العام عند مستوى يقارب 10 ملايين برميل يوميا”، على ضوء قرار الرياض وموسكو وست دول أخرى منتجة للنفط في تحالف أوبك بلاس ، بزيادة إنتاجها النفطي بدءا من أيلول/سبتمبر.
هت/دص
Agence France-Presse ©