أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين أنّ العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ تتطوّر “وفق الخطة المرسومة”، خلال استقباله وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي في الكرملين.
من جانبها، قالت تشوي سون هوي إنّها ستنقل “تحيات بوتين الحارة” إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وفقا للترجمة الرسمية لتصريحاتها إلى الروسية.
وخلال لقاء مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق، أشادت بـ”القرب الروحي” بين بلادها وروسيا.
وفي ما يأتي المحاور الرئيسية وآخر مظاهر التقارب بين البلدين على المستويات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية.
– تحالف عسكري –
وقعت الدولتان في العام 2024 اتفاق دفاع متبادل، بعد زيارة رسمية أجراها بوتين إلى بيونغ يانغ.
وشاركت كوريا الشمالية في الحرب الروسية، عبر إرسال آلاف الجنود لمواجهة القوات الأوكرانية التي سيطرت على جزء صغير من منطقة كورسك الروسية الحدودية، بين نهاية العام 2024 وربيع العام 2025.
وقُتل نحو 600 جندي كوري شمالي كما أُصيب الآلاف في هذه المعارك، وفقا لأجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية.
والإثنين، تطرّق لافروف إلى المشاركة الكورية الشمالية في القتال، مؤكدا أنّ “الروس لن ينسوا أبدا المآثر التي حققها جنود وضباط الجيش الشعبي الكوري في منطقة كورسك”، ومعتبرا أنّ هذه الإنجازات العسكرية ستعزز “روابط الصداقة” و”الشراكة التاريخية” بين البلدين.
إضافة إلى ذلك، زوّدت بيونغ يانغ موسكو الأسلحة والذخائر، وفقا لكوريا الجنوبية، التي تشتبه في أنّ روسيا قدمت لحليفتها تكنولوجيا عسكرية حساسة في مقابل ذلك.
– نشاط دبلوماسي مكثّف –
منذ أكثر من عام، يلتقي مسؤولون كبار روس مع نظراء لهم من كوريا الشمالية بشكل منتظم في بلديهما.
وفي منتصف تموز/يوليو، طمأن كيم جونغ أون روسيا بشأن دعم بلاده “غير المشروط” في مواجهة أوكرانيا، خلال زيارة أجراها سيرغي لافروف إلى بيونغ يانغ.
والإثنين، أكدت تشوي سون هوي في موسكو أنّ “الموقف الثابت” لبيونغ يانغ يتمثل في “دعم ثابت” لـ”سياسات” روسيا، “لتحقيق القضية العظيمة المتمثلة في بناء روسيا قوية”.
وكان فلاديمير بوتين وكيم جونغ أون حضرا عرضا عسكريا ضخما في بكين في بداية أيلول/سبتمبر، إلى جانب الرئيس الصيني شي جينبينغ.
وفي بداية تشرين الأول/أكتوبر، حضر الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن في بلاده، عرضا عسكريا في بيونغ يانغ لمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الحاكم.
– شراكة اقتصادية وثقافية –
بموازاة ذلك، تعمل كوريا الشمالية وروسيا، اللتان تتشاركان في حدود برية صغيرة تمتد لحوالى عشرين كيلومترا في أقصى الشرق، على تطوير علاقاتهما الاقتصادية.
وفي تموز/يوليو، هبطت طائرة تجارية في بيونغ يانغ آتية من موسكو، للمرة الأولى منذ عقود.
وفي نهاية نيسان/أبريل، بدأت روسيا وكوريا الشمالية أيضا بناء أول جسر بري يربط بينهما، في إشارة أخرى إلى تعزيز علاقاتهما الاستراتيجية.
على الصعيد الثقافي، أُقيم مؤخرا في العاصمة الروسية معرض للوحات فنية، احتفاءً بالتحالف بين البلدين.
وشمل لوحات تصوّر جنودا كوريين شماليين إلى جانب “رفاقهم” الروس في مواجهة الجيش الأوكراني، ورسوما لكيم جونغ أون، وغيرها من الرسوم.
بور/ناش/غ ر
Agence France-Presse ©





