أعلنت باكستان الأربعاء فشل المفاوضات الرامية للتوصّل إلى هدنة دائمة مع أفغانستان، محذّرة من أنّها لن تتوانى عن اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية أراضيها، بعد أن أدت الاشتباكات بين الدولتين إلى مقتل العشرات.
وفي ختام مفاوضات جرت بوساطة قطرية-تركية مشتركة في اسطنبول على مدار أربعة أيام، قال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار عبر إكس صباح الأربعاء “لم تُسفر المناقشات عن حلٍ قابل للتطبيق”.
وأضاف “للأسف، لم يقدّم الجانب الأفغاني أي ضمانات، واستمر في الانحراف عن القضية الأساسية ولجأ إلى ألاعيب إلقاء اللوم والمراوغة والحيل”.
وتابع “سنواصل اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية شعبنا من التهديد الإرهابي”، متوعدا بـ”القضاء على الإرهابيين ومخابئهم وشركائهم وداعميهم”.
ولم يصدر في الحال عن كابول أيّ تعليق على هذا التصريح.
والأربعاء، أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف الذي سبق أن حذّر من أن فشل المفاوضات قد يؤدي إلى “حرب مفتوحة”، أن “باكستان لا تحتاج سوى إلى استخدام جزء بسيط من ترسانتها للقضاء التام على نظام طالبان وإجباره على الاختباء في كهوفه”.
وتابع في منشور عبر اكس أن “نظام طالبان يدفع أفغانستان بشكل أعمى إلى صراع جديد، فقط من أجل الاحتفاظ بالسلطة التي استولى عليها والحفاظ على اقتصاد الحرب الذي يضمن له البقاء”، مضيفا أنه إذا كان قادة طالبان “مصممين على إلحاق الضرر مجددا بأفغانستان وشعبها البريء، فليكن ذلك”.
من جانبه، أكد الناطق باسم وزارة الداخلية عبد المتين قآني الثلاثاء أنه في حال فشل المفاوضات، فإن أي هجوم سيتبعه “رد حاسم يكون بمثابة درس لباكستان ورسالة للآخرين”.
وقال في حديث إلى وكالة “أريانا” الأفغانية للأنباء “بالتأكيد، لا نملك أسلحة نووية، ولكن خلال عشرين عاما من الحرب، لم ينجح حلف شمال الأطلسي (الناتو) ولا الولايات المتحدة في إخضاع أفغانستان”.
– تصعيد –
بدأت المواجهة قبل أسبوعين، حين شنّت حكومة طالبان في أفغانستان هجوما حدوديا بعد انفجارات في كابول وُجهت أصابع الاتهام بالمسؤولية عنها لباكستان.
وردّت إسلام أباد بـ”ضربات دقيقة” على “أهداف إرهابية” على الأراضي الأفغانية على حد قول مسؤولين، متوعدة بـ”رد قوي”.
أفادت بعثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان لتقديم المساعدة لوكالة فرانس برس الاثنين بمقتل 50 مدنيا وإصابة 447 من الجانب الأفغاني خلال أسبوع واحد.
من جانبه، أعلن الجيش الباكستاني مقتل 23 من جنوده وإصابة 29، من دون ذكر أي خسائر في صفوف المدنيين.
وأدى اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه قبل نحو عشرة أيام بوساطة قطرية، إلى وقف المواجهات.
خلال المحادثات، قالت باكستان التي تواجه تصاعدا في الهجمات ضد قوات الأمن، إنها تتوقع “إجراءات موثوقة وحاسمة” من الدولة المجاورة تضمن توقفها عن إيواء مجموعات “إرهابية” باكستانية على أراضيها، وخصوصا حركة طالبان الباكستانية.
غير أنّ كابول تنفي بشدة إيواء هؤلاء المقاتلين، وتوجه الاتهام إلى إسلام آباد بدعم جماعات “إرهابية”، لا سيما الفرع الإقليمي لتنظيم الدولة الإسلامية.
وبحسب الجانب الباكستاني، جرت “محاولة أخيرة” الثلاثاء للتوصل إلى اتفاق “رغم تعنّت طالبان”.
لكنّ وسائل إعلام أفغانية نقلت عن عدد من مسؤولي طالبان وصفهم المطالب الباكستانية بأنها “غير منطقية وغير مقبولة”، وتعثرت المحادثات بين الطرفين.
وعلى هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا، أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه قادر على وضع حد “بسرعة كبيرة” لهذه المواجهات.
والحدود مغلقة منذ أسبوعين بين البلدين، ولا يُسمح بعبورها إلا للمهاجرين الأفغان الذين طُردوا أو أُجبروا على مغادرة باكستان.
ابس-جما/رك/دص
Agence France-Presse ©






