وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادا نادرا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عقب الغارات الجوية التي استهدفت قادة حركة حماس في قطر، ساعيا للنأي بنفسه عن ضربة وجّهها حليف لبلاده الى آخر.
واعتمد ترامب حيال رئيس الوزراء الإسرائيلي لهجة غير معهودة، بعدما وفّر له دعما غير محدود منذ عودته الى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير.
ولم يخف الرئيس الأميركي عدم ارتياحه للضربة، مؤكدا أنه حاول وقفها لكن “للأسف كان الأوان قد فات”. ونفى ترامب على منصته تروث سوشال أن يكون قد اضطلع بأيّ دور في الضربة، مؤكدا أنّ قرار شنّها اتّخذه نتانياهو.
وتابع “أرى قطر حليفة وثيقة وصديقة للولايات المتحدة، وأشعر بسوء بالغ جراء مكان الهجوم”، رغم تأكيده في الوقت عينه أن القضاء على الحركة الفلسطينية يبقى “هدفا نبيلا”.
ويعد الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على قطر مسألة بالغة الحساسية بالنسبة الى الولايات المتحدة. فإضافة الى دور الوساطة الذي تؤديه الدوحة منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل نحو عامين، تستضيف الإمارة الخليجية قاعدة العديد الجوية، وهي الأكبر لواشنطن.
كما زار ترامب قطر خلال جولته الخليجية في وقت سابق من هذا العام، وقدمت له الدوحة طائرة فاخرة من طراز طراز بوينغ 747-8 ليستخدمها كطائرة رئاسية، وهي خطوة أثارت انتقادات واسعة في الولايات المتحدة.
وبعد الضربة الإسرائيلية، أصدر ترامب بيانا يتماهى بشكل كبير مع بيان مكتوب سبق للمتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت أن تلته أمام الصحافيين في البيت الأبيض.
وقال ترامب إن “قصفا بشكل أحادي لقطر، وهي دولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة، تعمل بجدّ وتقدم معنا بشجاعة على مخاطر لتحقيق السلام، لا يخدم أهداف إسرائيل أو أميركا”.
– “مخاوف” –
وحرص الرئيس الأميركي على إظهار أن واشنطن لم تكن على علم مسبقا بالهجوم الإسرائيلي على الدوحة.
وأكد أن البيت الأبيض “أبلِغ من قبل الجيش الأميركي بأن إسرائيل تهاجم حماس التي كانت للأسف في منطقة بالدوحة”. أضاف “أصدرت توجيهات على الفور للمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، لإخطار القطريين بالهجوم الوشيك، وهو ما قام به، لكن للأسف كان قد الأوان قد فات لوقف الهجوم”.
وأكد الرئيس الأميركي أنه تواصل مع نتانياهو عقب الهجوم. وأوضح “أبلغني رئيس الوزراء بأنه يريد تحقيق السلام. أعتقد أن هذا الحادث المؤسف يمكن أن يكون بمثابة فرصة للسلام”.
وكانت ليفيت أبلغت الصحافيين في وقت سابق أن ترامب نقل إلى نتانياهو رسالة “واضحة للغاية” بشأن “مخاوفه”.
وسارع ترامب بعد الضربة الى الطلب من ماركو روبيو، وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة، بإنجاز اتفاق تعاون دفاعي مع قطر.
وقال الرئيس الأميركي إنه أجرى اتصالا هاتفيا بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد الضربة الإسرائيلية، وأكد له أن “أمرا كهذا لن يتكرر”.
من جهتها، أكدت الدوحة على لسان رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنها “تحتفظ بحق الرد” على الضربة الإسرائيلية.
وشدد آل ثاني على أن قطر لم تبلغ بالهجوم مسبقا من واشنطن، مشيرا الى أن الاتصال الأميركي لم يحصل سوى بعد مرور نحو عشر دقائق على وقوع الضربة.
دك/كام/الح
Agence France-Presse ©