يلتئم المجلس الأمني الإسرائيلي المصغّر الخميس لمناقشة المرحلة المقبلة في غزة، بحسب وسائل إعلام محلية تتحدث عن خطط للسيطرة على كامل القطاع الفلسطيني، على وقع تصاعد الضغوط الشعبية، لا سيما من عائلات الرهائن، لوقف الحرب المتواصلة منذ 22 شهرا.
ويتزامن انعقاد الاجتماع مع انتقادات وضغوط دولية تواجهها إسرائيل إزاء الوضع الإنساني المأساوي في غزة إذ حذرت وكالات الأمم المتحدة من مجاعة محتملة.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن الاجتماع من المتوقع أن يبدأ حوالى السادسة مساء بالتوقيت المحلي (15,00 ت غ).
ونقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤولين مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه يعتزم المضي قدما في التصعيد وتوسيع العملية العسكرية لتشمل مناطق مكتظة يُعتقد بوجود الرهائن فيها مثل مدينة غزة ومخيمات اللاجئين.
والخميس، انطلقت من ميناء عسقلان (جنوب) قوارب تقل أفرادا من عائلات الرهائن في طريقها نحو قطاع غزة في محاولة للضغط للإفراج عنهم.
وقبيل الاجتماع المرتقب، برزت أصوات معارضة في صفوف كبار العسكريين إذ أعرب رئيس الأركان إيال زامير عن رفضه فكرة الاحتلال الكامل للقطاع التي قال إنها كمن “يسير بقدميه نحو فخ”، وعرض في اجتماع حضره نتانياهو خيارات أخرى.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكد أن على الجيش الإسرائيلي تنفيذ أي قرارات تتخذها الحكومة في ما يتعلق بقطاع غزة.
وقال كاتس “حق وواجب رئيس الأركان أن يعبر عن موقفه في المنابر المختلفة … لكن بعد أن يتخذ المستوى السياسي القرارات، فإن الجيش سينفذها بحزم ومهنية، كما فعل على جميع الجبهات، حتى تحقيق أهداف الحرب”.
لكن زامير أكد في تصريحات لاحقة بأنه سيواصل التعبير عن موقفه “دون خوف”.
– “خوف من المجهول” –
وفي وقت تتسارع الأحداث والتكهنات بشأن ما ستؤول إليه الامور في قطاع غزة، تتواصل الضربات الإسرائيلية موقعة عشرات القتلى.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل مقتل 33 شخصا منذ فجر الخميس بينهم ثمانية من منتظري المساعدات.
وتركزت الضربات الإسرائيلية على غرب مدينة خان يونس في جنوب القطاع حيث سقط ما لا يقل عن 14 شخصا.
وأصدر الجيش الإسرائيلي الأربعاء أوامر إخلاء جديدة في كل من مدينة غزة وفي خان يونس جنوبا.
وأما أهالي غزة، فعبّروا عن مخاوفهم من الحديث عن توسيع إسرائيل لعمليتها العسكرية.
وقال أحمد سالم الذين نزح من مخيم جباليا في شمال قطاع غزة إلى غربها “نعيش كل يوم بقلق وخوف من المجهول”.
ورأى سالم (45 عاما) أن توسيع إسرائيل لعملياتها البرية يعني “دمار أكثر وموت، لا توجد منطقة آمنة في كل غزة… لم نعد نحتمل”.
وأما سناء عبد الله (40 عاما) فقالت “يتحدثون عن خطط توسيع عملياتهم وكأننا لسنا بشر… ومجرد أرقام”.
وبالنسبة لها فإن “توسع بري جديد يعني نزوح جديد وخوف جديد ولن نجد مكانا نحتمي فيه”.
وأدى هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع ممن تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أشعل الحرب، إلى مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى بيانات رسمية.
وتردّ إسرائيل مذاك بعملية عسكرية أسفرت عن مقتل 61258 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
– ضغوط لإطلاق سراح الرهائن –
وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطا متزايدة لإنهاء الحرب في غزة، وسط تزايد القلق من الأزمة الإنسانية ولغضب في أوساط الإسرائيليين بشأن مصير الرهائن المتبقين.
ومن أصل 251 رهينة احتجزوا خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، ما زال 49 داخل القطاع، بينهم 27 تقول إسرائيل إنهم لقوا حتفهم.
وأبحرت الخميس قوارب تقل عائلات الرهائن قبالة سواحل غزة للمطالبة بالإفراج عنهم، وفق صحافي في فرانس برس.
ونقلت قوارب أكثر من 20 شخصا يحملون رايات صفراء وصورا للرهائن هاتفين بأسمائهم. وقال المنظمون إن أقارب الرهائن أرادوا “الاقتراب قدر الإمكان من أحبائهم” المحتجزين منذ العام 2023.
وعبر مكبر للصوت، صرخ يهودا كوهين، والد الرهينة نمرود كوهين “النجدة، النجدة، النجدة، نحن بحاجة إلى كل مساعدة دولية لإنقاذ الرهائن الخمسين المحتجزين منذ نحو عامين”.
وفي تل أبيب احتشد المئات مساء الأربعاء، في الشوارع مطالبين الحكومة بالعمل على إطلاق سراح الرهائن المتبقين.
– أسعار مرتفعة –
وارتفعت حدة الانتقادات الدولية في الأسابيع الأخيرة نتيجة تواصل معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، بعد تحذيرات الأمم المتحدة من مجاعة بدأت تتكشف في القطاع.
فرضت إسرائيل في الثاني من آذار/مارس الماضي حصارا مطبقا على قطاع غزة، ومنعت دخول أي مساعدات أو سلع تجارية، ما تسبب بأزمة إنسانية.
وفي أواخر أيار/مايو عادت وسمحت بدخول كميات محدودة من الطعام تولت توزيعها مؤسسة غزة الإنسانية التي تمولها إسرائيل وواشنطن وترفض وكالات الأمم المتحدة التعامل معها.
ثم سمحت قبل أسبوع بدخول شاحنات يقل عددها كثيرا عن الاحتياجات اليومية المقدرة بنحو 600 شاحنة. كما استأنف الأردن تنظيم عمليات إلقاء رزم المساعدات من الجو بمشاركة عدة دول.
وأفاد رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا لفرانس برس إن إجراءات التفتيش البطيئة والتي تستغرق وقتا طويلا عند المعابر تعني بأنه لا يمكن إلا لعدد قليل من الشاحنات دخول القطاع.
وقال “ما يدخل قطاع غزة من شاحنات هي اعداد قليلة من 70-80 شاحنة يوميا ضمن اصناف محددة”.
وأوضح بأنه خلال الأيام القليلة الماضية، دخلت ما بين 50 و60 شاحنة مخصصة للقطاع الخاص لأول مرة منذ شهور.
من جهته، أفاد محمود وافي (38 عاما) الذي نزح من شرق خان يونس إلى المواصي “سمعت أن الأسعار انخفضت قليلا في الأسواق، لكن ما زالت تعتبر مرتفعة جدا عن سعرها الطبيعي”.
وأوضح أنه اشترى “خمسة كيلو طحين بـ100 شيكل (حوالى 29 دولارا) بعد أن كان الكيلو الواحد يباع بـ70-100 شيكل تقريبا”.
لكنه أكد أن الكميات المتوفرة “لا تكفي جميع المواطنين”.
ستر-بور-ها/لين
Agence France-Presse ©