دعا الملك محمد السادس في خطاب الجمعة إلى تسريع وتيرة برامج التنمية لتشغيل الشباب والنهوض بقطاعي الصحة والتعليم، من دون الإشارة مباشرة إلى احتجاجات شبابية تشهدها البلاد منذ نحو أسبوعين وتطالب بإصلاح هذين القطاعين.
وقال العاهل المغربي في خطابه السنوي بمناسبة افتتاح أعمال البرلمان بالرباط “ننتظر وتيرة أسرع وأثرا أقوى للجيل الجديد من برامج التنمية الترابية، التي وجهنا الحكومة لإعدادها”.
واشار خصوصا الى القضايا “ذات الأسبقية التي حددناها وعلى رأسها تشجيع المبادرات المحلية والأنشطة الاقتصادية وتوفير فرص الشغل للشباب”، إضافة الى “النهوض بقطاعات التعليم والصحة”.
وهذا الخطاب مرتقب جدا بعد احتجاجات أطلقتها حركة “جيل زد 212″ الشبابية منذ نهاية أيلول/سبتمبر للمطالبة بتحسين الخدمات العامة في قطاعي الصحة والتعليم، و”مكافحة الرشوة” وإقالة رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
ومساء الخميس، ضمت تظاهرات الحركة العشرات في الرباط والدار البيضاء وطنجة.
تعد فئة الشباب والنساء الأكثر تضررا من البطالة والتفاوت في مستويات التعليم والصحة بين القطاعين العام والخاص في المغرب، حيث تعد الفوارق الاجتماعية والمجالية معضلة رئيسية.
وبحسب آخر معطيات رسمية، سجلت سبع ولايات من أصل 12 معدل نمو أدنى من المعدل الوطني (3,7 بالمئة) في العام 2023.
واعتبر الملك أن “العدالة الاجتماعية ومحاربة الفوارق المجالية” تشكلان “توجها استراتيجيا “ورهانا مصيريا”.
انطلقت حركة “جيل زد 212” على موقع ديسكورد للنقاش حول مشاكل الصحة والتعليم منتصف أيلول/سبتمبر، إثر وفيات متفرقة لثماني نساء حوامل بمستشفى عمومي في أكادير (جنوب)، من دون أن تكشف هوية القيمين عليها.
ودعا العاهل المغربي “إلى محاربة كل الممارسات، التي تضيع الوقت والجهد والإمكانات، لأنه من غير المقبول التهاون في نجاعة ومردودية الاستثمار العمومي”، مشددا على إعطاء “عناية خاصة للمناطق الأكثر هشاشة”.
وكانت حركة “جيل زد212” أعلنت أنها لن تحتج الجمعة “احتراما وتقديرا لجلالة الملك”، بدون أن يعني ذلك “تراجعا عن مطالبها”.
من جهتها، جددت الحكومة الخميس استعدادها للحوار مع الحركة، في حين تطالب الأخيرة باستقالتها.
إسب/أنر/ب ق
Agence France-Presse ©