رغم الدعوات المتجددة لوقف إطلاق النار في غزة، أفاد الدفاع المدني الاثنين عن مقتل 51 شخصا، 24 منهم في استراحة عامة على الشاطئ، بنيران الجيش الإسرائيلي في أنحاء القطاع الفلسطيني المدمر بعد أكثر من 20 شهرا من الحرب.
وقال الدفاع المدني إن قصفا جويا إسرائيليا أوقع 24 قتيلا وعشرات الجرحى في استراحة الباقة التي كانت مكتظة بعشرات المواطنين على شاطئ مدينة غزة. ونقل القتلى والمصابون إلى مستشفى الشفاء.
وصرّح أحمد النيرب (26 عاما) لوكالة فرانس برس “هناك دائما الكثير من الناس في هذا المكان الذي يقدم المشروبات ومساحات للعائلات وخدمة الإنترنت”. وقد كان الشاب على الشاطئ القريب مع أصدقائه عندما سمع “انفجارا ضخما”.
وأضاف “لقد كانت مجزرة”.
وتابع “رأيت أشلاء تتطاير في كل مكان، جثثا مشوهة ومحترقة. كان المشهد مروعا. كان الجميع يصرخون. كان الجرحى يستغيثون، والعائلات تبكي الشهداء”.
وأفاد المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس في غزة بأن المصور الصحافي إسماعيل أبو حطب قتل في الهجوم.
في وقت سابق الاثنين، أعلن الدفاع المدني عن مقتل 27 فلسطينيا آخرين في عدة غارات وإطلاق نار للجيش الإسرائيلي، بينهم 11 أثناء انتظار تلقي المساعدات.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أنه منذ منتصف الليل وحتى ظهر الاثنين “سُجل 10 شهداء وأكثر من 50 جريحا بعضهم إصاباتهم حرجة، إثر قصف جوي وإطلاق الاحتلال النار على منتظري المساعدات قرب منطقة الشاكوش” قرب رفح في جنوب القطاع.
وأعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات في الوسط استقبال “شهيد و23 إصابة من منتظري المساعدات على شارع صلاح الدين قرب جسر وادي غزة”.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول الوقائع التي ذكرها بصل، امتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق عليها.
نظرا للقيود الإسرائيلية المفروضة على وسائل الإعلام في قطاع غزة وصعوبة الوصول إلى المناطق المستهدفة، فإن وكالة فرانس برس غير قادرة على التحقق بشكل مستقل من تقارير الدفاع المدني والجيش الإسرائيلي.
وأصدر الأخير الاثنين أمر إخلاء جديدا لمنطقة الشريط الساحلي الشمالي، حيث تقع مدينة غزة، معلنا توسيع عملياته في هذه المنطقة.
– “مدنيون عزّل” –
من جهتها، قالت حركة حماس في بيان إن “الاحتلال الصهيوني يصعّد بشكل كبير قصفه الوحشي على كافة مناطق قطاع غزة، خصوصا مدينة غزة التي تشهد غارات جوية مكثفة تطال المدنيين العزّل في الأحياء السكنية في شرقها وغربها”.
وتواصلت الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة، حيث الوضع الإنساني حرج، منذ هدنة 24 حزيران/يونيو في الحرب التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران.
واعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد الاثنين أن إسرائيل “لم يعد لديها أي مصلحة في مواصلة الحرب في غزة”، وذلك خلال اجتماع كتلته البرلمانية الأسبوعي.
ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، الدولة المحورية في جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل، أن “العناصر (متوفرة) للمضي قدما واستئناف المفاوضات”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وهيئة الأركان العامة للجيش “نحن الآن أمام استكمال الحملة في غزة وتحقيق أهدافها، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع الرهائن وهزيمة حماس”.
ومع تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أن الهدنة صارت “قريبة”، يزور وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين.
اندلعت حرب غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس في السابع من تشرين الاول/اكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
وردت إسرائيل باحكام حصار قطاع غزة وشن حرب مدمّرة قتل فيها 56531 شخصا غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
ع ز-ح س/ص ك
Agence France-Presse ©