شيّع الحوثيون الإثنين رئيس وزرائهم ووزراء آخرين ومسؤولين في حكومتهم قتلوا في الضربة الإسرائيلية على صنعاء الأسبوع الماضي، وسط حشود شعبية في وسط صنعاء.
وبدأت المراسم في جامع الشعب بميدان السبعين في صنعاء حيث أقيمت صلاة الجنازة قبل أن يُحمَل 12 جثمانا على الأكتاف وسط الحشود، ورافقت عروض عسكرية مراسم التشييع.
وكان الحوثيون أعلنوا السبت مقتل رئيس حكومتهم أحمد غالب الرهوي مع عدد من الوزراء في ضربة إسرائيلية على صنعاء الخميس. والرهوي أكبر مسؤول سياسي يُقتل في تداعيات المواجهة اليمنية الإسرائيلية على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وأكّد القائم بأعمال رئيس الوزراء محمد مفتاح الذي تم تكليفه السبت، في كلمة خلال التشييع، أن تسعة وزراء في الحكومة ومدير مكتب رئاسة الوزراء وسكرتير مجلس رئاسة الوزراء قتلوا في الضربة الى جانب الرهوي.
وكانت حكومة الحوثيين تتكوّن من 22 وزيرا، بمن فيهم الرهوي.
وقال مفتاح “لا قلق على أداء الجهاز الحكومي، ودماء الشهداء تعطينا الحافز والإصرار”.
وشاركت حشود شعبية في التشييع، وفق ما أظهر البث التلفزيوني لقناة المسيرة التابعة للمتمردين اليمنيين التي ذكرت أن الجثامين دُفنت في “روضة الشهيد الصماد” في صنعاء.
وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ الأحد أن الحوثيين اعتقلوا 11 على الأقل من موظفي الأمم المتحدة في حملة “تعسفية” في صنعاء، بعد إعلان مقتل المسؤولين، فيما لم تعرف جنسيات الموظفين الموقوفين بعد.
وطالب غروندبرغ بالإفراج عنهم فورا.
وجاء توقيف الموظفين غداة حملة اعتقالات طاولت عشرات المشتبه بممارستهم التجسس لمصلحة إسرائيل، وفق ما ذكر مصدر أمني، في العاصمة ومحيطها.
– استهداف ناقلة نفط –
واعتبر الخبير في الشؤون اليمنية محمد الباشا المقيم في الولايات المتحدة، أن الضربة الإسرائيلية التي قتلت مسؤولي الحوثيين قد تُعد “إيذانا بحملة اغتيالات مستهدفة لقيادات حوثية مدنية وعسكرية”.
وأثار إعلان مقتل رئيس حكومة الحوثيين ووزرائهم الذي أكّدته إسرائيل، غضبا لدى قيادة المتمردين اليمنيين التي توعّدت بمواصلة هجماتها على الدولة العبرية دعما لغزة، في مسار “ثابت وتصاعدي”.
وقال عبد الملك الحوثي، زعيم المتمردين المدعومين من إيران، السبت إن “استهداف إسرائيل بالصواريخ والمسيرات مسار مستمر ثابت تصاعدي”. وأكّد أنّ الاعتداءات الإسرائيلية الاخيرة “لن تؤدي إلى التراجع أو الضعف أو الهوان”.
ووصف زير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الإثنين الضربة الإسرائيلية بـ”اغتيال جبان” و”جريمة شنيعة وغير مسبوقة”.
وأضاف عراقجي في رسالة نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، “الجريمة البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني الغاصب والمنبوذ، لن تنال من الإرادة الصلبة لشعب اليمن… بل ستجعل جذوة المقاومة في هذا البلد وفي عموم المنطقة أكثر توهجا واشتعالا”.
وأعلن الحوثيون الإثنين استهداف وإصابة ناقلة نفط قالوا إنها “إسرائيلية” في البحر الأحمر، بينما أفادت وكالة الأمن البحري “ماريتيم ترايد أوبرايشنز” البريطانية بأن السفينة لم تتعرّض لإصابة.
وذكرت الوكالة أن صاروخا سقط قريبا من ناقلة “سكارليت راي” ترفع علم ليبيريا.
ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل، يطلق الحوثيون صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة باتجاه الدولة العبرية بانتظام، وغالبا ما يتمّ اعتراضها.
كما يشنّون هجمات في البحر الأحمر على سفن تجارية يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.
ويقول المتمردون اليمنيون المدعومون من إيران إن هجماتهم تصبّ في إطار إسنادهم للفلسطينيين في غزة.
وتردّ إسرائيل منذ أشهر بضربات تستهدف مواقع للحوثيين وبناهم التحتية وقيادييهم.
بور-م ل-هت/رض
Agence France-Presse ©