انتقدت الإمارات الإثنين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لرفضه مقترح الهدنة الذي قدّمته الولايات المتحدة، بعدما اتهم اللجنة الرباعية للوساطة في السودان بأنها “غير محايدة” بسبب عضوية الإمارات فيها.
وقالت وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي “مرة أخرى يرفض الفريق البرهان مبادرات السلام. برفضه الخطة الأميركية للسلام في السودان، ورفضه المتكرر لوقف إطلاق النار، يُظهر بشكل مستمر سلوكا معرقلا. ويجب قول ذلك بوضوح”.
وتُتهم دولة الإمارات على نطاق واسع بتسليح قوات الدعم السريع السودانية التي تخوض حربا ضد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان. لكن أبوظبي تنفي هذه الاتهامات.
وأتت هذه التعليقات غداة إعلان البرهان رفضه مقترح لهدنة في السودان قدمه الموفد الأميركي مسعد بولس نيابة عن الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر.
ووصف البرهان مقترح الرباعية بأنه “الأسوأ حتى الآن.. باعتبار أنها تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية وتبقي الميليشيا المتمردة في مناطقها”.
واتهم البرهان بولس بترداد مواقف أبو ظبي، مضيفا “نحن نقول له إن ورقتك هذه غير مقبولة”.
وقال البرهان خلال اجتماع مع ضباط القوات المسلحة، بحسب مقطع مصور نشرته حكومته عن اللقاء، إن “السودان يرى أن هذه الرباعية ليست مبرئة للذمة خاصة أن كل العالم شهد بأن دولة الإمارات هي التي تدعم المتمردين ضد الدولة السودانية”.
وتابع أن الوساطة التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر والسعودية، “إذا واصلت السير بهذا المنحى، فهي وساطة غير محايدة”.
ونفى البرهان سيطرة الإخوان المسلمين على الجيش السوداني، وقال “نحن نسمع ذلك الكلام في الوسائط الإعلامية، إن الجيش والدولة يسيطر عليهما الإخوان المسلمون.. هذا الكلام لا وجود له سوى في رؤوسهم”.
ودعا البرهان “كل شخص قادر على الدفاع عن هذه الدولة وحمل السلاح الى أن ينضم فورا إلى جبهات القتال”.
في الوقت نفسه، رحّب البرهان بمبادرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإنهاء الحرب في السودان أثناء لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معربا عن أمله أن “تستمع هذه المبادرة إلى أصوات السودانيين.. وأن تجنبنا دمار بلدنا”.
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر موافقتها على مقترح “الهدنة الإنسانية” الذي قدّمته الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو في نيسان/أبريل 2023، أخفقت جهود الوسطاء في تحقيق وقف لإطلاق النار.
وخسر الجيش في 26 تشرين الأول/أكتوبر مدينة الفاشر بعد حصار طويل للمدينة من جانب قوات الدعم السريع التي باتت تسيطر على كل غرب السودان. وتتوالى مذاك التقارير عن نزوح جماعي ومجازر وانتهاكات تحصل في المدينة ومحيطها.
اية-لم/ب ق
Agence France-Presse ©






