رحّبت وزارة الخارجية الإيرانية السبت باتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان الذي أبرم بوساطة أميركية، لكنها حذّرت من “أيّ تدخّل أجنبي” في ظلّ حقوق التطوير الممنوحة للولايات المتحدة بالقرب من حدود الجمهورية الإسلامية.
وأشادت إيران “بوضع البلدين اللمسات الأخيرة على نصّ اتفاق السلام” الجمعة في واشنطن، لكنها أعربت أيضا عن “مخاوفها بشأن التداعيات السلبية لأيّ تدخّل أجنبي، بأيّ شكل كان، خصوصا بالقرب من الحدود المشتركة”، وفق ما جاء في بيان للوزارة.
وسمح الاتفاق المبرم الجمعة في واشنطن بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بوضع حدّ لنزاع حدودي بين البلدين متواصل منذ عقود.
وهو ينصّ على إنشاء منطقة عبور تربط أذربيجان بجيبها ناخيتشيفان عبر أرمينيا، وهو مطلب تتمسّك به باكو منذ فترة طويلة.
وستمنح الولايات المتحدة حقوقا خاصة في الممرّ الذي سيحمل اسم “طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين” (واختصاره تريب باللغة الانكليزية)، في هذه المنطقة الاستراتيجية الغنية بالهيدروكربونات.
ولطالما عارضت إيران مشروعا من هذا النوع خشية من أن يقسّم منطقة القوقاز ويقرّب جهة أجنبية من حدودها.
واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن أيّ تدخّل أجنبي في هذا السياق من شأنه أن “يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة”.
والإثنين، حذّر علي أكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي على اكس من أن أيّ محاولات تقو بها قوى إقليمية أو خارجية ترمي إلى فرض منطقة العبور هذه ستقابل بردّ إيراني “حازم”.
تتواجه أرمينيا ذات الغالبية المسيحية وأذربيجان ذات الغالبية المسلمة منذ عقود في نزاعات حدودية.
واندلعت حربان بينهما حول منطقة ناغورني قاره باغ الجبلية التي استعادت أذربيجان السيطرة عليها من أرمينيا في هجوم خاطف سنة 2023، تسبّب في نزوح أكثر من 100 ألف أرمني.
وقال مسؤول أميركي كبير إن يريفان لن تخرج خاسرة من هذا الاتفاق وهي ستكسب “أكبر وأهم شريك في العالم، الولايات المتحدة”.
بدم/م ن/ص ك
Agence France-Presse ©