أكد وزير الداخلية الألماني الخميس، أن ألمانيا وأوروبا تعيشان ما وصفه بـ”سباق تسلح” في مجال المسيّرات، مكررا تحذيره من تصاعد التهديد الروسي في هذا المجال.
وشهدت ألمانيا، شأنها شأن عدد من الدول الأوروبية، تزايدا في تحليق المسيّرات فوق منشآت حيوية، غالبا من دون التمكن من تحديد الجهات المسؤولة عن هذه الانتهاكات.
ومع ذلك، تبقى روسيا المشتبه به الأول، إذ قال الوزير ألكسندر دوبريندت مخاطبا النواب الألمان “العدوان مصدره روسيا أيضا”.
وأوضح أن بلاده تعمل على تعزيز قدراتها في “التعامل مع المسيّرات”، مشيرا إلى حوادث وقعت أخيرا في كل من الدنمارك والنروج ورومانيا وبولندا.
وأضاف “نحن فعليا في سباق تسلح بين التهديد الذي تمثله المسيّرات والوسائل المتاحة لمواجهتها. ولهذا السبب، سنكثّف استثماراتنا في هذا المجال، سواء من خلال إعداد قانون جديد للأمن الجوي أو عبر تمويلات مخصصة وفق مبدأ: الكشف والتحييد والاعتراض”.
وتتهم برلين موسكو بالتصعيد في تنفيذ عمليات تخريب وتجسس ومراقبة وزعزعة استقرار، مستخدمة المسيّرات كوسيلة رئيسية لذلك.
رغم ذلك، لا تزال السلطات الألمانية مترددة في إسقاط المسيّرات غير المعروفة التي تحلق فوق قواعد عسكرية أو بنى تحتية، خشية أن يتسبب حطامها في أضرار أو إصابات.
وتُعد سباقات التسلح في مجال المسيّرات الهجومية والدفاعية، من العناصر الجوهرية في الحرب الدائرة في أوكرانيا، إذ يبتكر كل من الروس والأوكرانيين باستمرار تقنيات جديدة بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الهجوم الروسي واسع النطاق.
من جانبهم، يسعى الغربيون لتقليص الفجوة في هذا المجال، لا سيما الدول الأعضاء في الناتو المحاذية لروسيا، التي تعمل على إقامة “جدار مضاد للمسيّرات”، وهو مزيج يجمع الحلول التكنولوجية والعسكرية للتصدي لهذا النوع من التهديد.
وأعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، فور تسلمه السلطة في الربيع، عن خطة طموحة لإعادة تسليح الجيش الألماني لمواجهة الخطر الروسي.
وفي هذا السياق، تبدأ القوات المسلحة الألمانية الخميس مناورات عسكرية تستمر ثلاثة أيام في مدينة هامبورغ، الميناء الكبير في شمال البلاد.
ويتضمن سيناريو التدريبات نشر قوات من حلف الناتو بسبب تصعيد عسكري على حدود دول البلطيق، وهي دول مجاورة لروسيا.
الف/ماش/ب ق
Agence France-Presse ©