وضع أربعة من موظفي مجلة ليمان التركية الساخرة متّهمين بنشر رسم كاريكاتوري اعتُبر مسيئا للنبي محمد، قيد الاحتجاز، وفق ما أعلنت وزارة العدل الأربعاء.
الإثنين تم اعتقال مدير المجلة علي ياووز ومصمم الغرافيك جبرائيل أوكجو ومعد الرسم دوغان بهلوان ورئيس التحرير ظافر أكنار الذين نفوا وجود أي رابط بين الكاريكاتور والنبي محمد.
وأعلن وزير العدل يلماظ تونج في منشور على منصة إكس أن “أربعة مشتبه بهم ألقي القبض عليهم في إطار التحقيق الذي فتحه المدعي العام في إسطنبول بشأن الرسم المسيء للنبي محمد، وضعوا قيد الاحتجاز. تم إصدار مذكرة توقيف بحق شخصين مشتبه بهم موجودين في الخارج”.
ودارت صدامات في اسطنبول مساء الإثنين على خلفية نشر الرسم ومن ثم على خلفية توقيف موظفين في مجلة ليمان.
وأورد الموقع الإخباري تي24 مقتطفا من إفادة معد الرسم دوغان بهلوان قال فيها إنه أراد “التطرّق إلى السلام في هذا الرسم” مندّدا بممارسات “استفزازيين”.
وتابع “أنا أرسم في تركيا منذ سنوات عدة. القاعدة الأولى التي نتعلّمها تقضي بعدم التطرّق إلى المسائل الدينية وعدم السخرية من الدين. لطالما تقيّدت بهذا المبدأ. أرفض الاتهامات المساقة ضدي”.
وأظهرت نسخة من الرسم الأبيض والأسود نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مدينة تتعرض للقصف وفي سمائها رجلان يطيران بجناحين ويتصافحان، فيعرّف أولهما عن نفسه بالقول “السلام عليكم أنا محمد”، ليجيبه الآخر “وعليكم السلام، أنا موسى”.
وقال بهلوان “أردت فقط التشديد على مدى عبثية الحرب. إظهار أن الأرواح يمكن أن تتفاهم ولكن هل يجب ان نكون قد متنا لنعي ذلك؟ هذه هي رسالتي الوحيدة”.
مساء الإثنين هاجم عشرات المتظاهرين الغاضبين حانة يرتادها موظفو ليمان في وسط مدينة إسطنبول، ما أدّى إلى اندلاع صدامات بين نحو 300 شخص ومدافعين عن المجلة ممن أثارت التوقيفات حفيظتهم.
الثلاثاء ندّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بـ”استفزاز دنيء” و”جريمة كراهية”، مضيفا “سيُحاسب على ذلك أمام القانون كل من أساء إلى نبينا محمد” وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول.
وعلى الرغم من قرار بحظر التجمعات، توافد نحو 300 شخص إلى محيط مسجد تقسيم في وسط اسطنبول هاتفين “ليمان، يا أوغاد لا تنسوا شارلي إيبدو” في إشارة إلى المجلة الفرنسية الساخرة التي تعرّضت لهجوم جهادي أوقع 12 قتيلا و11 جريحا في كانون الثاني/يناير 2015.
وجاء الهجوم على المجلة الفرنسية بعد نشرها مرارا رسوما كاريكاتورية للنبي محمد.
وقال رئيس تحرير المجلة تونجاي أكغون في تصريح لوكالة فرانس برس إن “هذا الرسم ليس بتاتا رسما كاريكاتوريا للنبي محمد. في هذا العمل، هو اسم رجل مُسلم قُتل خلال القصف الإسرائيلي؛ كان اسمه محمد؛ إنه خيال. أكثر من 200 مليون شخص في العالم الإسلامي يحملون اسم محمد”.
وأضاف “لا علاقة للأمر بالنبي محمد. ما كنّا لنخاطر أبدا”.
بغ-اش/ود/ب ق
Agence France-Presse ©